responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 577

المجلس الثّلاثون بعد المئتين

الأصحاب الأوفياء قليلون ، وإنّما يُعرف وفاء الأصحاب عند الشّدائد ، والأصدقاء في اليسر والرّخاء كثيرون ، وعند العسر والبلاء قليلون ، والصّداقة الخالصة والمحبّة الصّادقة هي التي تدوم في اليسر والعسر ، والشّدة والرّخاء. وقد تجلّى الإخلاص والوفاء وحسن الصّحبة في أصحاب الحسين (ع) ، فقد كانوا خير أصحاب فارقوا الأهل والأحباب ، وجاهدوا دونه جهاد الأبطال ، وتقدّموا مسرعين إلى ميدان القتال ، وصالوا صولة الاُسود الضّارية ، قائلين له : أنفسنا لك الفداء! نقيك بأيدينا ووجوهنا. يُضاحك بعضهم بعضاً ؛ قلّة مبالاة بالموت ، وسروراً بما يصيرون إليه من النّعيم. ولمّا أذن لهم في الانصراف ، أبوا وأقسموا بالله لا يُخلّونه أبداً ولا ينصرفون عنه ، قائلين : أنحن نُخلّي عنك وقد أحاط بك هذا العدو! وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك؟! وبعضهم يقول : لا والله ، لا يراني الله وأنا أفعل ذلك حتّى أكسر في صدورهم رمحي ، واُضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم يكن معي سلاح اُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، ولم اُفارقك أو أموت معك. وبعضهم يقول : والله ، لو علمت أنّي اُقتل فيك ثمّ اُحيا ثمّ اُحرق حيّاً ، يُفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك. وبعضهم يقول : والله ، لوددت أنّي قُتلت ثمّ نُشرت ألف مرّة ، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عنك وعن أهل بيتك. وبعضهم يقول : أكلتني السّباع حيّاً إنْ فارقتك. ولم يدعوا أنْ يصل إليه أذى وهم في الأحياء ، ومنهم من جعل نفسه كالتّرس له ، فما زال يرمى بالسّهام حتّى سقط. وأبدوا يوم عاشوراء من الشّجاعة والبسالة ما لم يُر مثله ، فأخذت خيلهم تحمل ، وإنّما هي اثنان وثلاثون فارساً ، فلا تحمل على جانب من خيل أهل الكوفة إلاّ كشفته.

قلَّ الصَّحابةُ غيرَ أنْ

نَ قليلَهُمْ غيرَ القليلِ

من كلِّ أبيضَ واضحِ الْ

حسبينِ معْدُومِ المثيلِ

وردُوا على الظمأِ الرَّدَى

وُردَ الزُّلالِ السَّلسبيلِ

وثَووا على الرمضاءِ منْ

كابٍ ومنعفرٍ جديلِ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 577
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست