responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 565

ناصرَ رسول الله (ص) ، والمحامي عنه في المشاهد التي شهدها يوم بدر واُحد ، وكان يُلقّب : أسد الله وأسد رسوله. وهو الذي برز مع ابن أخيه علي بن أبي طالب (ع) ، وابن عمّه عبيدة بن الحارث بن المطّلب يوم بدر لمبارزة عتبة بن ربيعة ، وأخيه شيبة ، وابنه الوليد بن عتبة حين طلبوا أكفاءهم من قريش ؛ فقتل حمزة عتبة وأعانه على قتله علي (ع) ، وقتل علي (ع) الوليد ، وضرب عبيدة رأس شيبة ففلقه ، وكرّ حمزة وعلي عليهما‌السلام على شيبة فأجهزا عليه. ولمّا اُخّر علي (ع) عن مقامه ، كان يقول : «وا حمزتاه! ولا حمزة لي اليوم».

ولمّا كان يوم اُحد ، جعلت هند بنت عتبة ـ زوجة أبي سفيان ـ لوحشي جعلاً إنْ قتل أحد الثّلاثة : رسول الله أو حمزة أو عليّاً ، فقال : أمّا محمَّد فلا حيلة لي فيه ؛ لأنّ أصحابه يطيفون به ؛ وأمّا علي فلأنّه أحذر من الذّئب ؛ وأمّا حمزة فإنّي أطمع فيه ؛ لأنّه إذا غضب لم يُبصر بين يديه. وكان حمزة قد أعلم بريشة نعامٍ في صدره ، وهو يهدّ النّاس بسيفه ، ما يلقى أحداً يمرّ به إلاّ قتله ، فرماه وحشيٌّ بحربةٍ غيلة فقتله. ومثّلت هند بحمزة ؛ فبقرت عن كبده فلاكتها ، فلم تستطع أنْ تسيغها فلفظتها. وصارت تُلقّب بآكلة الأكباد ، وصار وَلدها يُعيِّرونه بذلك ، وجدعت أنف حمزة وأذنيه.

ثُمَّ عادتْ فأظهَرتْ ما أجنَّتْ

مُذْ غدا المُصطفَى رهينَ اللِّحودِ

يومَ صفِّينَ يومَ بدْرٍ واُحد

وعليهِ ما فيها من مَزيدِ

لعَنتْ حيدراً على مِنبرِ الْ

إسلامِ في كلِّ مجمعٍ مشهودِ

وهي في لعْنِها تُكنِّي وتعنِي

خاتمَ الأنبْياءِ فخْرَ الوُجودِ

فغدتْ للحضيضِ تهْوي صغاراً

أبداً وهو لمْ يزلْ في صُعودِ

ما صَعدتُمْ منْ ذي المنابرِ لولا

سيفُهُ يا اُميّة فوقَ عُود

لمّا توفّي النّبي (ص) ، وجد بنو اُميّة سبيلاً إلى الانتقام من الإسلام ومن نبيّ الإسلام وسائر بني هاشم ، فاجتهدوا جهدهم في ذلك ، وحاربوا الإسلام ووصيَّ النّبيِّ رسول الإسلام بسيف الإسلام ، وتحت لواء الإسلام ، فنابذ صاحب الشّام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وفرّق كلمة المسلمين ، وجيّش الجيوش عليه يوم صفّين ؛ مظهراً للطلب بدمّ الخليفة الثّالث. وصاحب الشّام هو الذي خذله لمّا استنصره ، وكان يعلم براءة علي (ع) من ذلك براءة الذّئب من دمِ يوسف. فكما حارب بنو اُميّة الإسلام يوم بدر واُحد تحت راية الكفر ، وحاربوا الإسلام يوم صفّين تحت راية الإسلام ، وهذا معنى قوله :

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 565
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست