responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 564

بتكفينه ودفنه ، وأمر النّاس أن يُعزُّوه به ، وأنشأ يقول :

ما شيخُ قومٍ كرامٍ ذو محافَظةٍ

إلاّ أتانا يُعزِّي في أبي قيسِ

لا يُبعدُ اللهُ قبراً أنتَ ساكنُهُ

فيه جمالٌ وفيه لحيةُ التَّيسِ

وأي زمان أسوأ من زمانٍ قدّم يزيد ـ الذي هذه بعض صفاته وقبائحه ، فضلاً من مجاهرته بالكفر والإلحاد ـ على سبط الرّسول (ص) ، ونجل الزّهراء البتول عليها‌السلام ، أحد السّبطين والرّيحانتين ، سيّد المسلمين في عصره ، مَن حاز من جميع الصّفات أفضلها وأعلاها ، وأكملها وأسناها ، الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) حتّى مكّن منه جيش يزيد بن معاوية ـ جيش الضّلال والفساد ، والكفر والإلحاد ـ فقتله عطشان ظامياً ، وحيداً فريداً غريباً ، وقتل جميع أنصاره وأهل بيته ، وساق حَرمَه كالسّبايا ، وطاف برأسه ورؤوس أهل بيته في البُلدان ، فحقّ لنا أن نقول :

قلتُ ما ترتجيهِ من دهرِ سوءٍ

يرتضي عنْ حُسينهِ بيزيدِ

بنديمِ الشَّرابِ والعودِ والنَّرْ دِ

وربِّ القرودِ ربِّ الفهودِ

وهو اختارَ قبل ذاكَ سفاهاً

عنْ عليٍّ سليلَ هنْدِ الهنودِ

لم تُصدِّقْ اُميّةُ بالنَّبيِّ المُصْطفى

وهيَ لمْ تَزلْ في جحودِ

أظهرتْ سِلمَها نفاقاً وخوفاً

منْ سيوفٍ تجْتَثَّ حبلَ الوريد

كان أبو سفيان أعدى النّاس لرسول الله (ص) ، وقد قاد الجيوش لحربه يوم اُحد ويوم الخندق ، وأسلم يوم الفتح كارهاً هو وولده ، حتّى أنّه لمّا أجاره العبّاس يوم الفتح ، وأركبه خلفه على بغلة رسول الله (ص) ، وقال له النّبي (ص) : «ألم يأنَ لك أنْ تعلم أنّي رسول الله؟!». قال : أمّا هذه ففي النّفس منها شيء. فقال له العبّاس : ويحك! أسلم قبل أنْ تُقتل. فأظهر الإسلام خوفاً على خيط رقبته. ولمّا بويع الخليفة الثّالث ، قال : تلقَّفوها يا بني اُميّة ؛ فوالله ، ما من جنّة ولا نار. ووقف على قبر حمزة فرفسه برجله ، وقال : يا أبا عمارة ، إنّ الذي تقاتلنا عليه يوم بدر قد صار في أيدي صبياننا.

قَتلَتْ حمزةَ لدَى يومِ اُحدٍ

أسدَ اللهِ خيرَ ميتٍ شهيدِ

وبهِ مثَّلتْ عِناداً وبغياً

وشفتْ غيظَها بأكلِ الكُبودِ

كان حمزة بن عبد المطّلب ـ عمّ رسول الله (ص) ـ من أشجع بني هاشم ، وكان

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 564
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست