اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 504
حول ولا قوّة إلاّ
بالله». فلمّا رأى شمر ذلك ، استدعى الفرسان فصاروا في ظهور الرجّالة ، وأمر
الرُماة أنْ يرموه فرشقوه بالسِّهام حتّى صار كالقنفذ ، فأحجم عنهم فوقفوا بإزائه
، وجاء شمر في جماعة من أصحابه فحالوا بينه وبين رحله الذي فيه ثقله وعياله ، فصاح
(ع) : «ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان! إنْ لمْ يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد
، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إنْ كنتم عُرُباً كما
تزعمون». فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة؟ قال (ع) : «أقول : إنّي اُقاتلكم
وتقاتلونني ، والنّساء ليس عليهنّ جناح ، فامنعوا عتاتكم وجهّالكم وطغاتكم من
التعرّض لحرمي ما دمت حيّاً». فقال شمر : لك ذلك يابن فاطمة. ثمّ صاح : إليكم عن
حرم الرجل واقصدوه بنفسه ، فلَعمري لهو كفؤ كريم. فقصده القوم ، وهو في ذلك يطلب
شربة من الماء ، وكلّما حمل بفرسه على الفرات ، حملوا عليه بأجمعهم حتّى أجلوه
عنه.
قال اقصدُوني بنفسِي واتْركُوا حَرَمي
قدْ حان حَينِي وقدْ لاحتْ لوائحُهُ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 504