responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 478

عمرو وأصحابه فملكهم الهلع والجزع ، ودعا إلى المبارزة فأحجموا عنه حتّى برز إليه عليٌّ فقتله؟! والذي نفس حذيفة بيده ، لَعملُه ذلك اليوم أعظمُ أجراً من أعمال اُمّة محمّد (ص) إلى هذا اليوم ، وإلى أنْ تقوم القيامة. وقال جابر بن عبد الله الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ : والله ، ما شبهت يوم الأحزاب قتل علي عمراً ، وتخاذل المشركين بعده إلاّ بما قصّه الله تعالى من قصة طالوت وجالوت في قوله تعالى : (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ) وقال أبو بكر بن عيّاش : لقد ضرب عليُّ بن أبي طالب (ع) ضربةً ما كان في الإسلام أيمن منها ، ولقد ضُرب عليٌّ (ع) ضربة ما كان في الإسلام أشأم منها ؛ وهي ضربة عبد الرحمن بن ملجم. أقول : وهي الضربة التي شقّت رأس أمير المؤمنين (ع) إلى موضع سجوده ، وهو في صلاته ، فنادى (ع) : «قتلني اللعين ابن اليهوديّة. فُزتُ وربّ الكعبة». أجل والله ، لمْ يكنْ في الإسلام أشأم من تلك الضربة ، فهي التي هدّمت أركان الهُدى وفصمت العُروة الوثقى ، وسدّت باب مدينة علم المصطفى. وهناك ضربات اُخرى في الإسلام مشؤومة ؛ وهي ضربة مالك بن النّسر الكندي للحسين بن علي (ع) بالسّيف على رأسه ، وكان على رأسه برنس فقطع البرنس ووصل السّيف إلى رأسه ، فامتلأ البرنس دماً ، فقال له الحسين (ع) : «لا أكلت بيمينك ولا شربت بها ، وحشرك الله مع القوم الظالمين». وضربة زرعة بن شريك له على كتفه الأيسر ، وضربة رجل له بالسّيف على عاتقه المُقدّس ضربةً كبا بها لوجهه ، وكان قد أعيا فجعل يقوم ويكبو ، وضربة شمر بن ذي الجوشن حين جاء إليه فاحتزّ رأسه الشريف ، وهو يقول : والله ، إنّي لأحتزّ رأسك وأعلم أنّك السيّد المُقدّم ، وابن رسول الله ، وخير النّاس أباً واُمّاً.

قتلُوهُ بعدَ علمٍ منهُمُ

أنّهُ خامسُ أصحابِ العَبا

يابنَ الذينَ توارَثُوا ال

علْيَا قَبيلاً عنْ قبيلِ

والسّابقينَ بمجدهمْ

في كلِّ جيلٍ كلَّ جيلِ

إنْ تُمسَّ مُنكسِرَ اللّوا

ملقىً على وجهِ الرُّمولِ

فلقدْ قُتلتَ مُهذَّباً

منْ كلِّ عيبٍ في القتيلِ

منْ كلِّ عيبٍ في القتيلِ

تُعطي العِدا كفَّ الذليلِ

يُهدَى لك الذِّكرُ الجميْ

لُ على الزَّمانِ المُستطيلِ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست