اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 476
البراءة منه.
والعادة جارية ، أنّ مَن يُتّفق له ذلك لا يُذكر بخير فضلاً عن أنْ تُذكر له
مناقب. قال : ومِن آيات الله تعالى فيه ، أنّه لمْ يبتلِ أحدٌ في ولده وذرّيّته
بمثل ما ابتُلي به (ع) في ذرّيّته ؛ وذلك أنّه لمْ يُعرف خوفٌ شمل جماعة من ولد
نبيٍّ ولا إمام ، ولا ملكٍ ولا برٍّ ولا فاجر ، كالخوف الذي شمل ذرّيّة أمير
المؤمنين (ع) ، ولا لحق أحداً من القتل والطرد عن الأوطان والإخافة ما لحق ذرّيّته
وولده ، ولم يجرِ على طائفة من النّاس من ضروب النِّكال ما جرى عليهم ؛ فقُتلوا
بالفتك والغيلة والاحتيال ، وبُني على بشرٍ منهم من البنيان وهم أحياء ، وعُذّبوا
بالجوع والعطش حتّى ماتوا ، وأحوجهم ذلك إلى مفارقة الأوطان والتغرّب في البلدان ،
وكتمان نسبهم والاستخفاء حتّى عن أحبّائهم ، وجانبهم النّاس مخافة على أنفسهم
وذراريهم من جبابرة الزمان ؛ وكلُّ ذلك يُوجب قلّة عددهم وانقطاع نسلهم ، وهم مع
ذلك أكثر ذرّيّة أحد من الأنبياء والأولياء وسائر النّاس ، وفي ذلك خرق للعادة. أقول
: وكفى في ذلك أنّ بني اُميّة قد قتلوا في يوم كربلاء من آل الرسول (ص) مع الحسين (ع)
سبعة عشر رجلاً ، وقتلوا جماعة من الأطفال ، وقتلوا مسلم بن عقيل بالكوفة ، ولمْ
يبقَ منهم غيرُ العليل زين العابدين (ع) وثلاثة أو أربعة من الصبيان ، وسمّوا
الحسن (ع) ، وقتلوا زيد بن علي ، ويحيى بن زيد وغيرهم من بني هاشم. وقتل بنو
العبّاس الكثيرين منهم ، وبنَوا على بعضهم الحيطان وهدموا عليهم الحبوس ، وما
زادهم الله بذلك إلاّ بركةً ونموّاً.
تَتبْعوكُمْ ورامُوا محْوَ فضلِكمُ
وخيّبَ اللهُ مَنْ في ذلكُمْ طمِعا
أنّى وفي الصلواتِ الخمسِ ذكْركُمُ
لدى التَّشهُّدِ للتوحيدِ قدْ شَفعا
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 476