responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 353

فصرعه ، واتّقاه عمرو برجله فبدت عورته ، فصرف علي (ع) وجهه عنه ، فقال القوم : أفلت الرجل يا أمير المؤمنين. قال (ع) : «وهل تدرون مَن هو؟». قالوا : لا. قال (ع) : «فإنّه عمرو بن العاص تلقّاني بعورته فصرفت وجهي عنه». وإلى ذلك أشار أبو فراس الحمداني بقوله :

ولا خيرَ في دفعِ الرَّدى بمذلّةٍ

كما ردَّها يوماً بسوأتهِ عَمرو

ورجع عمرو إلى معاوية ، فقال له : ما صنعت؟ قال : لقيني علي فصرعني فاتّقيته بعورتي. قال : احمد الله وعورتك ، أمّا والله ، لو عرفته ما أقحمت عليه. وقال معاوية في ذلك :

ألا لله منْ هفواتِ عَمرٍو

يعاتبُني على تركِي بِرازي

فقدْ لاقَى أبا حسنٍ عليّاً

فآبَ الوائليُّ مآبَ خازِ

فلَو لمْ يُبدِ عورتَهُ للاقَى

بهِ ليثاً يذللُ كلَّ نازِ

له كفٌّ كأنَّ براحتيْها

منايا القومِ يخطِفُ خطفَ بازِ

فإنْ تكُنْ المنيَّةُ أخطأتْهُ

فقدْ غنَّى بها أهلُ الحجازِ

فغضب عمرو ، وقال : هل هو إلاّ رجل لقيه ابن عمّه فصرعه ، أفترى السّماء قاطرةً لذلك دماً؟! قال معاوية : ولكنّها تعقبك جبناً.

وبرز عُروة بن داود الدمشقي ، فقال : إنْ كان معاوية كره مبارزتك يا أبا الحسن فهلمّ. فتقدّم إليه علي (ع) فقال له أصحابه : ذَر هذا الكلب ؛ فإنّه ليس لك بخطر. فقال (ع) : «والله ، ما معاوية اليوم بأغيظ لي منه ، دعوني وإيّاه». ثمّ حمل عليه فضربه فقطعه قطعتين ، سقطت إحداهما يمنة والاُخرى يسرة ، فارتجّ العسكران لهول الضربة ، ثمّ قال (ع) : «يا عُروة ، اذهب فأخبر قومك ، أما والذي بعث محمّداً بالحقِّ لقد عاينت النّار وأصبحت من النّادمين». وحمل ابن عمّ لعُروة على علي (ع) فطعنه ، فضرب علي (ع) الرمح فبراه ، ثمّ قنّعه ضربة فألحقه بابن عمّه ، ومعاوية ينظر. فقال معاوية : تبّاً لهذه الرجال وقبحاً! أما فيهم مَن يقتل هذا ـ يعني : أميرالمؤمنين (ع) ـ مبارزةً أو غيلة ، أو في اختلاط الفيلق وثَوَران النّقع فقال الوليد بن عقبة : ابرز إليه أنت ؛ فإنّك أولى النّاس بمبارزته. فقال : والله ، لقد دعاني إلى البراز حتّى استحييت من قريش ، وإنّي والله ، لا أبرز إليه ؛ ما جُعل العسكر بين يدي الرئيس إلاّ وقاية له. فقال عتبة بن أبي سفيان : الهوا عن هذا ، كأنّكم لم تسمعوا نداءه ، فقد علمتم أنّه قتل حريثاً وفضح عمراً ، ولا يتحكّك به أحد إلاّ قتله. فقال معاوية لبُسر بن أرطاة : أتقوم لمبارزته؟ فقال : ما أحد أحقّ بها منك ، وإذا أبيتموه فأنا له. وكان عند بُسر ابنُ عمّ له قدم من الحجاز يخطب ابنته ، فقال لبُسر :

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست