responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 354

ما يدعوك إلى ذلك؟ قال : الحياء. فضحك الغلام ، وقال :

تنازلُهُ يا بُسْرُ إنْ كُنتَ مثلَهُ

وإلاّ فإنَّ الليثَ للضبعِ آكلُ

كأنّك يا بُسْرُ بنَ أرطاةَ جاهلٌ

بآثارِهِ في الحربِ أو متجاهل

متَى تلْقِهِ فالموتُ في رأسِ رُمحِهِ

وفي سيفهِ شغلٌ لنفسك شاغل

فقال بُسر : هل هو إلاّ الموت! فغدا علي (ع) منقطعاً من خيله ومعه الأشتر ، فناداه بُسر : ابرز إليّ أبا حسن. فجاءه علي (ع) بتؤدة غير مكترث ، فلمّا قاربه طعنه وهو دارع فألقاه على الأرض ، ومنع الدرعُ السّنان أنْ يصل إليه فاتّقاه بُسر ، وقصد أنْ يكشف سوأته ليستدفع بأسه فانصرف علي (ع) عنه مستدبراً له ، فقال له الأشتر : إنّه بُسر بن أرطاة! عدو الله وعدوك يا أمير المؤمنين. فقال (ع) : «دَعْه عليه لعنة الله ، أبَعد أنْ فعلها!». ورجع بُسر ، فقال له معاوية : ارفع طرفك قد أدال الله عمراً منك. فقال في ذلك النّضر بن الحارث :

أفي كلِّ يومٍ فارسٌ تندبُونهُ

لهُ عورةٌ وسطَ العَجاجةِ باديهْ

يكفُّ بها عنهُ عليٌّ سِنانَهُ

ويضحكُ منها في الخلاءِ مُعاويهْ

بدتْ أمسِ من عمرٍو فقنَّع رأسَهُ

وعورةُ بُسرٍ مثلُها حَذْوَ حاذِيهْ

فقولا لعمرٍو وابنِ أرطأةَ أبصِرا

سبيلَكُما لا تَلقَيا اللَّيثَ ثانيهْ

ولا تَحمدا إلاّ الحيا وخُصاكُما

هُما كانتا واللهِ للَّنفس واقيهْ

فلولاهما لم تَنجُوَا منْ سنانهِ

وتلك بما فيها عنْ العَودِ ناهيهْ

متَى تلقيا الخيلَ المُشيحةَ صُبْحةً

وفيها عليٌّ فاتْرُكا الخيلَ ناحيهْ

وكونا بعيداً حيثُ لا يبلغ القَنا

نحورَكُما إنّ التجاربَ كافيهْ

وإنْ كان منهُ بعدُ في النَّفسِ حاجةٌ

فعُودا إلى ما شئتُما هي ما هِيهْ

وعمرو هذا هو الذي دبّر الحيلة على مولانا أمير المؤمنين (ع) برفع المصاحف على رؤوس الرماح حتّى اغترّ بذلك أهل العراق ، واضطرّ أمير المؤمنين (ع) إلى القبول بالتحاكم إلى القرآن وهو يقول لهم : «أنا كتاب الله النّاطق ، وهذا كتاب الله الصامت». فلمْ يسمعوا. ولولا رفع تلك المصاحف على رؤوس الرماح ، لم يُرفع رأس الحسين (ع) ورؤوس أصحابه على رؤوس الرماح يوم كربلاء ، يسار بها من بلد إلى بلد ، فمن كربلاء إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى الشام أمام عينَي زين العابدين (ع) ، وأمام عينَي زينب وسائر النّساء. ولمّا قربوا من دمشق دنت اُمّ كلثوم من شمر ، فقالت له : لي إليك حاجة. فقال : ما حاجتك؟ قالت : إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 354
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست