responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 352

المجلس التاسع والأربعون بعد المئة

لمّا كان يوم صفّين قام علي (ع) بين الصفّين ، ونادى : «يا معاوية» ، يكررها. فقال معاوية : اسألوه ما شأنه؟ قال (ع) : «أحبّ أن يظهر لي فاُكلّمه كلمة واحدة». فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص ، فلمْ يلتفت إلى عمرو. وقال (ع) لمعاوية : «ويحك! علامَ يُقتتل النّاس بيني وبينك؟! ابرز إليّ فأيُّنا قتل صاحبه فالأمر له». فالتفت معاوية إلى عمرو ، فقال : ما ترى يا أبا عبد الله ، اُبارزه؟ فقال عمرو : لقد أنصفك الرجل ، واعلم أنّك إنْ نكلت عنه لمْ تزل سُبّة عليك وعلى عقبك ما بقي عربي. فقال معاوية : يا عمرو ، ليس مثلي يُخدع عن نفسه ، والله ، ما بارز ابن أبي طالب رجلاً قطّ إلاّ سقى الأرض من دمه. ثمّ انصرفا راجعين حتّى انتهيا إلى آخر الصفوف ، وحقَدها معاوية على عمرو ، وقال : ما أظنّك إلاّ مازحاً! فلمّا جلس معاوية مجلسه دخل عليه عمرو ، فقال معاوية :

يا عمروُ إنّكَ قدْ قشرتَ ليَ العَصا

برضاكَ في وسَطِ العجاجِ بِرازي

ولقدْ أعدْتَ فقُلتُ مَزْحَةُ مازحٍ

والمَزْحُ يحملُهُ مقالُ الهازي

فإذا الذي منَّتكَ نفسُكَ خالياً

قتلِي جزاكَ بما نويتَ الجازي

فقال له عمرو : أتجبن عن خصمك وتتهم نصيحك؟ وقال مجيباً له :

معاويَ إنْ نكلتَ عن البِرازِ

لك الويلاتُ فانظُرْ في المخازي

وما ذنبي بإنْ نادَى عليٌّ

وكبشُ القومِ يُدعَى للبِرازِ

فلَو بارزْتهُ بارزتَ ليثاً

حديدَ النَّابِ ينفذُ كلَّ بازِ

وتزْعمُ أنّني أضمرتُ غِشاً

جزاني بالذي أضمرتُ جازِ

وبرز عمرو بن العاص في بعض أيام صفّين ، فاعترضه علي (ع) ثمّ طعنه

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست