اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 287
حيث جعله نفس
الرّسول (ص) وصحّ عن رسول الله (ص) ـ كما في البحار أنّه سُئل عن بعض أصحابه ،
فقال له قائل:فعليّ؟قال:«إنّما سألتني عن النّاس ولم تسألني عن نفسي».
وروى مسلم في صحيحه عن عائشة : إنّ رسول
الله (ص) خرج غداة وعليه مِرط [١]
مُرجل [٢] من شعر أسود
، فجاء الحسن بن علي (ع) فأدخله ، ثُمّ جاء الحسين (ع) فدخل معه ، ثُمّ جاءت فاطمة
عليهاالسلام
فأدخلها ، ثُمّ جاء علي (ع) فأدخله ، ثُمّ قال : (إِنّمَا يُرِيدُ
اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً) ورواه الزّمخشري وغيره. أعلمت يا رسول
الله ما جرى على هذه الوجوه التّي أردت المباهلة بها ، والتّي لو دعت الله على جبل
لأزاله؟! أمّا أخوك ونفسك علي بن أبي طالب (ع) ، فقد ضربوه ـ وهو في محرابه يُصلّي
ـ بسيف مسموم فلق هامته إلى محل سجوده حتّى قضى شهيداً ؛ وأمّا ابنتك الزّهراء عليهاالسلام فما برحت بعدك
مُعصبة الرأس ناحلة الجسم باكية حزينة حتّى اُلحقت بربّها ودُفنت سرّاً لم يشهد
أحد جنازتها ؛ وأمّا ولدك الحسن (ع) فقد قضى شهيداً بالسمِّ ، ومُنع من دفنه عندك
وإلى جانبك ؛ وأمّا ولدك الحسين (ع) فقد قضى شهيداً بالسّيف غريباً عطشان وحيداً فريداً
، يستجير فلا يُجار ، ويستغيث فلا يُغاث ، وقُتلت أطفاله وسُبيت عياله ، وداروا
برأسه في البُلدان من فوق عالي السّنان.