اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 286
المجلس الرّابع والثّلاثون
بعد المئة
قال الله تعالى في سورة آل عمران : (إِنّ
مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمّ قَالَ لَهُ
كُن فَيَكُونُ * الْحَقّ مِن رَبّكَ فَلاَ تَكُن مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ
حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ
أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا
وَأَنْفُسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) نزلت في وفد نجران ، ونجران : بلد
بنواحي اليمن كان أهله نصارى ، فارسلوا وفداً منهم إلى النّبي (ص) ، فلمّا وفدوا
على رسول الله (ص) وحضر وقت صلاتهم ، أقبلوا يضربون بالنّاقوس وصلّوا إلى المشرق ،
فقال أصحاب رسول الله (ص) : يا رسول الله ، هذا في مسجدك! فقال : «دعوهم». فلمّا
فرغوا قالوا : يا محمّد ، إلى ما تدعو؟ قال : «إلى شهادة أنْ لا إله إلاّ الله ،
وأنّي رسول الله ، وأنّ عيسى عبدٌ مخلوق». فقالوا : هل رأيت ولداً من غير ذكر؟
فنزلت هذه الآيات ، فردّ الله عليهم قولهم في المسيح أنّه ابن الله ، فقال : إنّ
مثل عيسى عند الله كمثل آدم في خلقه إيّاه من غير أب ولا اُمّ. فقرأها عليهم رسول
الله (ص) ودعاهم إلى المُباهلة فاستنظروه إلى صبيحة غد ، فقال لهم الأسقف : انظروا
محمّداً في غد ، فإنْ جاء بولده وأهله فاحذروا مباهلته ، وإنْ غدا باصحابه فباهلوه
؛ فإنّه على غير شيء. فلمّا كان الغد ـ وهو الرّابع والعشرون من ذي الحجّة ـ جاء
النّبي (ص) آخذاً بيد علي بن أبي طالب ، والحسن والحسين بين يديه ، وفاطمة خلفه.
وخرج النّصارى يقدمهم أسقفهم ولم يباهلوه ، وصالحوه على ألفَي حلّة وعلى أنْ
يضيّفوا رسله ، وعلى عارية ثلاثين درعاً وثلاثين رمحاً وثلاثين فرساً عند الحرب ،
وأنْ لا يأكلوا الرّبا. ثُمّ إنّ السيّد والعاقب رجعا فاسلما. والمُراد بـ
(أَبْنَاءَنَا) في هذه الآية : الحسن والحسين عليهماالسلام
، وبـ َ (نِسَاءَنَا) : فاطمة عليهاالسلام
، وبـ (أَنْفُسَنَا) : علي (ع). ولا يجوز أنْ يُراد بـ َ (أَنْفُسَنَا) النّبي (ص)
؛ لأنّه هو الدّاعي ولا يجوز أنْ يدعو الإنسان نفسه بل يدعو غيره ، فيدلّ على أنّ
عليّاً (ع) أفضل النّاس بعد رسول الله (ص)
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 286