responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 213

المجلس الثّالث بعد المئة

لمّا جاء إخوة يوسف بأخيهم بنيامين إلى يوسف ، قال له يوسف : أنا اُحب أنْ تكون عندي. فقال : لا يدعني إخوتي ؛ فإنّ أباهم قد أخذ عليهم عهد الله وميثاقه أنْ يردّوني إليه. قال : فأنا أحتال بحيلة فلا تنكر إذا رأيت شيئاً ولا تخبرهم. (فَلَمّا جَهّزَهُم بِجَهَازِهِمْ) أي : أعطاهم ما جاؤوا لطلبه من الميرة ، أمر فجعل الصّاع في متاع أخيه وكان من ذهب ، وقيل من فضة. فلمّا ارتحلوا ، بعث إليهم وحبسهم ، ثمّ أمر مُنادياً يُنادي : (أَيّتُهَا الْعِيرُ إِنّكُمْ لَسَارِقُونَ). فقال : أصحاب العير : (ماذَا تَفْقِدُونَ * قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ). وقال المُنادي : مَن جاء بالصّاع فله حمل بعير من الطّعام (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) : كفيل ضامن. فقال إخوة يوسف : (تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنّا سَارِقِينَ) وكان حين دخلوا مصر وجدهم قد شدّوا أفواه دوابهم ؛ لئلا تأكل من الزّرع (قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إنْ كُنتُم كَاذِبِينَ * قَالُوا جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ) وكان جزاء السّارق عند آل يعقوب أنْ يُستخدم ويُسترق (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دينِ الْمَلِكِ الاّ أنْ يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَن نّشَاءُ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ * قَالُوا إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لّهُ مِن قَبْلُ) وكانت سرقة يوسف أنّ عمّته كانت تحضنه بعد وفاة اُمّه وتحبه حُبّاً شديداً ، فلمّا كبر أراد يعقوب أنْ يأخذه منها ـ وكانت أكبر ولد إسحاق وكانت عندها منطقة إسحاق وكانوا يتوارثونها بالكبر ـ فاحتالت وشدّت المنطقة على وسط يوسف وأدّعت أنّه سرقها ، وكان من سنّتهم استرقاق السّارق ، فحبسته عندها بذلك السّبب. (قالوا يا أيّها العزيز ، إنّ له أباً شيخاً كبيراً فَخُذ أحدنا مكانه ، إنّا نراك من المُحسنين. قال : معاذ الله أنْ نأخذ إلاّ مَن وجدنا متاعنا عنده ؛ إنّا إذاً لظالمون). فرجع إخوة يوسف إلى أبيهم فأخبروه بحبس بنيامين ، فهاج ذلك وجده بيوسف ؛ لأنّه كان يتسلّى به (وَقَالَ يَا أَسَفَى‌ عَلَى‌ يُوسُفَ وَابْيَضّتْ عَينَاهُ مِنَ الحزن) والبُكاء (فهو كظيم) : مملوء من الهمّ والحزن ، فقال له أولاده : (تَاللّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتّى‌ تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنّمَا أَشْكُوا بَثّي وَحُزْنِي إلى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ). هذا يعقوب (ع)

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست