اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 209
المجلس الحادي بعد المئة
لمّا أذن الله تعالى بخروج يوسف (ع) من
السّجن ، رأى الملك رؤيا هالته ؛ وذلك أنّه رأى (سَبْعَ بَقَرَاتٍ
سِمانٍ يَأْكُلُهُنّ سَبْعٌ)
بقرات (عجاف)
: مهازيل ، فدخلت السّمان في بطون المهازيل ، ورأى (سَبْعَ سُنْبُلاتٍ
خُضْرٍ)
قد انعقد حَبّها ، (و) سبعاً (أُخَرَ يابسَاتٍ) فالتوت اليابسات على الخضر حتّى غلبت
عليها. فقصّ الملك رؤياه على قومه ، فأشكل عليهم تعبيرها ، وتذكّر الذي كان على
شراب الملك رؤياه الّتي رآها في السّجن وعبّرها له يوسف ، فأخبرهم بها وطلب أنْ
يرسلوه إلى يوسف ، فأرسلوه فسأله عن الرؤيا ، فقال : أمّا البقرات السّبع العِجاف
والسّنابل السّبع اليابسات ، فالسّنون المُجدبة ؛ وأمّا السّبع السّمان والسّنابل
السّبع الخضر ، فإنّهنّ سبع سنين مخصبات. فرجع الرّجل إلى الملك فأخبره بما قال
يوسف ، (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ
أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي)
: أجعله خالصاً لنفسي فأرجع إليه في تدبير مملكتي. فلمّا أخرجوه من السّجن ، كتب
على بابه : هذا قبر الأحياء وبيت الأحزان ، وتجربة الأصدقاء وشماتة الأعداء. ثمّ إنّ
يوسف اغتسل ولبس ثيابه وقصد الملك ، فلمّا دخل عليه وكلّمه ، عرف الملك فضله
وأمانته وعقله ، (قَالَ إِنّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ) : ذو مكانة وقدر عظيم (أمين) : مأمون ثقة. فقال الملك : فما ترى من
رؤياي أيّها الصدّيق؟ فقال : أرى أنْ تزرع زرعاً كثيراً في السّنين المخصبة ،
وتخزن الطّعام بقصبه وسنبله ؛ لئلا يفسد ، وليكون قصبه وسنبله علفاً للدواب ،
فتدفع إلى كلّ إنسان حصّته وتترك الباقي. فقال الملك : سل حاجتك. (قَالَ
اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ)
: يعني على الأنابير التي فيها الطّعام (إِنّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) : كاتب حاسب. فأقبل يوسف على جمع
الطّعام فكبسه في الخزائن ، فلمّا مضت السّنون المُخصبة وأقبلت المُجدبة ، أقبل
يوسف على بيع الطّعام ، فباعهم في السّنة الأولى بالدّنانير والدّراهم حتّى لم
يبقَ معهم شيء منها ، ثمّ في السّنة الثّانية بالحُليّ والجواهر ، ثمّ في السّنة
الثّالثة بالدّواب والمواشي ، ثمّ في السّنة الرّابعة بالعبيد والإماء ، ثمّ في
السّنة الخامسة بالدّور والعِقار ، ثمّ في السّنة السّادسة بالمزارع
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 209