responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 201

وَ قَالَ ع فِي خُطْبَةٍ أُخْرَى دَلِيلُهُ آيَاتُهُ وَ وُجُودُهُ إِثْبَاتُهُ وَ مَعْرِفَتُهُ تَوْحِيدُهُ وَ تَوْحِيدُهُ تَمْيِيزُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ حُكْمُ التَّمْيِيزِ بَيْنُونَةُ صِفَةٍ لَا بَيْنُونَةُ عُزْلَةٍ إِنَّهُ رَبٌّ خَالِقٌ غَيْرُ مَرْبُوبٍ مَخْلُوقٍ كُلُّ مَا تُصُوِّرَ فَهُوَ بِخِلَافِهِ- ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ لَيْسَ بِإِلَهٍ مَنْ عُرِفَ بِنَفْسِهِ هُوَ الدَّالُّ بِالدَّلِيلِ عَلَيْهِ وَ الْمُؤَدِّي بِالْمَعْرِفَةِ إِلَيْهِ وَ قَالَ ع فِي خُطْبَةٍ أُخْرَى‌[1] لَا يُشْمَلُ بِحَدٍّ وَ لَا يُحْسَبُ بِعَدٍّ وَ إِنَّمَا تَجِدُ الْأَدَوَاتُ أَنْفُسَهَا وَ تُشِيرُ الْآلَاتُ إِلَى نَظَائِرِهَا مَنَعَتْهَا مُنْذُ الْقِدْمَةَ وَ حَمَتْهَا قَدِ الْأَزَلِيَّةَ وَ جَنَّبَتْهَا لَوْ لَا التَّكْمِلَةَ بِهَا تَجَلَّى صَانِعُهَا لِلْعُقُولِ- وَ بِهَا امْتَنَعَ عَنْ نَظَرِ الْعُيُونِ‌[2] لَا تَجْرِي عَلَيْهِ الْحَرَكَةُ وَ السُّكُونُ وَ كَيْفَ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا هُوَ أَجْرَاهُ وَ يَعُودُ إِلَيْهِ مَا هُوَ أَبْدَاهُ وَ يَحْدُثُ‌


[1] تجد هذه الخطبة الجليلة- التي هي حقا من معجزات أمير المؤمنين( ع) و لو لم تكن له معجزة سواها لكفى، كما لو لم يكن لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله معجزة سوى أمير المؤمنين( ع) لكفى- في ج 2 ص 142 من نهج البلاغة قال السيّد الرضي( قدّس سرّه)( و تجمع هذه الخطبة من أصول العلوم ما لا تجمعه خطبة) و أولها كما هي مثبتة في النهج:

« ما وحده من كيفه، و لا حقيقته أصاب من مثله، و لا إياه عنى من شبهه، و لا صمده من أشار إليه و توهمه، كل معروف بنفسه مصنوع، و كل قائم في سواه معلول فاعل لا باضطراب آلة، مقدور لا بجول فكرة، غني لا باستفادة، لا تصحبه الأوقات و لا ترفده الأدوات، سبق الأوقات كونه، و العدم وجوده، و الابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، و بمضادته بين الأمور عرف أن لا ضد له، و بمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة، و الوضوح بالبهمة، و الجمود بالبلل و الحرور بالصرد، مؤلف بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها، مقرب بين متباعداتها مفرق بين متدانياتها، لا يشمل بحد ... الخ.

[2]( لا يشمل بحد) من الحدود المنطقية، المركبة من الجنس و الفصل، و ذاته خالية من التركيب أو من الحدود و الأبعاد الهندسية التي هي من لوازم الأجسام و ذاته تعالى ليست بجسم.

( و لا يحسب بعد) لعدم المماثل له و واجب الوجود لا يتعدّد كما هو ثابت في محله كما أن صفاته عين ذاته غير زائدة عليها فلا تدخل تحت العدد، و لا بداية لوجوده حتّى يقال: كان منذ كذا و كذا( و إنّما تحد الأدوات أنفسها) لتركيبها من جنس و فصل و لكونها من الأجسام فتشملها الحدود و الأبعاد الهندسية.

( و تشير الآلات إلى نظائرها) فتدخل تحت العدد و قد( منعتها- إطلاق لفظة:- منذ- عليها- القدمة) في قولنا وجدت هذه الآلات و الأدوات منذ كذا، و متى كان للشي‌ء ابتداء فهو غير قديم.

( و حمتها- إطلاق لفظة- قد- عليها- الأزلية، في قولنا قد وجدت هذه الآلات و الأدوات منذ كذا لأنّ قد تفيد تقريب الزمان الماضي من الحال، و متى تعين زمن وجود الشي‌ء انتفت أزليته.

( و جنبتها- إطلاق كلمة: لو لا- عليها- التكملة) في قولنا: ما أحسن هذه الآلات و الأدوات لو لا أنّ فيها كذا لدلالتها على امتناع كمال الشي‌ء لوجود نقص فيه.

و يمكن أن يكون المعنى: إنّ قدمه و أزليته و كماله منعت من إطلاق لفظة( منذ و قد، و لو لا) على ذاته المقدّسة، لدلالة هذه الألفاظ على الحدوث و الابتداء و النقص.

( بها) بتلك الآلات و الأدوات ببديع صنعها، باتقانها، بحكمة تدبيرها( تجلى صانعها للعقول) التي هي طبعا بعض تلك الآلات لدلالة الأثر على المؤثر( و امتنع) بدليل تجرده و تنزهه عن المادة و الجسمية و اللون و الجهة التي هي من لوازم المرئيات( عن نظر العيون).

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست