[1] حدث الشيء: تجدد وجوده. و المزايلة:
المفارقة. و السكن- بفتحتين-: ما يسكن إليه من أهل و مال.
هذه الفقرات كل منها مركبة من
قضيتين، إحداهما موجبة، و الأخرى، سالبة، و الفرق بين الفقرتين الأوليتين« كائن لا
عن حدث» و« موجود لا عن عدم» اذ يبدو ان معناهما واحد في نفيهما تجدد الوجود، هو:
أنّ الفقرة الأولى تنفي تجدد الحدوث الزماني يعني أنه كائن منذ الأزل، و الثانية
تنفي التجدد الذاتي و تثبت وجوب وجوده« مع كلّ شيء لا بمقارنة» كما أنه« غير كل
شيء» و لكن« لا بمزايلة» و مفارقة، فالمقارنة و المفارقة من الصفات الجسمانية و
ذاته المقدّسة منزهة عن الجسمانيات فهو مع كل شيء بمعنى أنّه عالم بكل شيء محيط
به، شاهد عليه، غير غائب عنه، و لكن هذه المعية و تلك الغيرية ليست كما هي بالنسبة
لنا من المقارنة و المفارقة التي هي من خصائص الجسمية و لوازمها، و ذاته المجردة
لا تشبه شيئا من ذوات الموجودات الممكنة فهو« فاعل» و لكن« لا بمعنى الحركات و
الآلة» و من ضيق الألفاظ نعبر عن صفاته القدسية بهذه الألفاظ المتعارفة بيننا، و
التي نطلقها عليه كما نطلقها على سائر الممكنات، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا،«
بصير» منذ الأزل« إذ لا منظور إليه من خلقه»« متوحد» في سلطانه و ملكوته« إذ لا
سكن يستأنس به» و( لا) أنيس( يستوحش لفقده) فالوحشة و الانس من لوازم الطبيعة
الحيوانية، و هو منزه عنها.
[2] نشأ الشيء: حدث و تجدد. و الابتداء: بمعنى
الإنشاء، و الروية: الفكر و التدبر، و أجال به: إذا أداره، و التجربة:
الاختبار. و الهمامة: التردد. و
أحال الأشياء: صرفها و حولها، و لائم: أصلح. و الغريزة: الطبيعة- و الأشباح:
الأشخاص و الإحاطة:
الاستدارة و الشمول. و الأحناء-
جمع الحنو-: الجانب و الناحية.( أنشأ الخلق إنشاء) من غير مادة( و ابتدأهم) ابتداء
من دون مثال سبق( بلا روية أجالها) و لا فكر أداره( و لا تجربة استفادها) و لا
خبرة اكتسبها من قبل( و لا أحدثها) كالحركة الحادثة لنا إذا أردنا فعل شيء ما( و
لا همامة نفس اضطراب فيها) كما تتردد نفوسنا و تضطرب فكل هذه الأمور من لوازم
الجسمية تقدست ذاته عنها( أحال الأشياء) و نقلها و صرفها حسب مقتضيات الحكمة و
المصلحة( لأوقاتها) للقضاء و القدر و أصلح( و لائم بين) ما كان من عالم الغيب،
كالأرواح المجردة، و ما كان من عالم الشهود كالأجسام المركبة، و غير ذلك من(
مختلفاتها) كتوفيقه في سائر العناصر( و غرّز) للأشياء( غرائزها) ثم خص كل جنس او
نوع بغرائزه الخاصّة به( و ألزمها أشباحها) و أشخاصها( عالما بها قبل ابتدائها)
كما هو عالم بها بعد إيجادها من غير فرق بين الحالين( محيطا بحدودها و انتهائها) شاملا
بقدرته و علمه جميع أطرافها.
[3] ارشاد الشيخ المفيد( قده) أبو الحسن الهذلي عن
الزهري و عيسى بن زيد عن صالح بن كيسان عن أمير المؤمنين( ع) قال- في الحث على
معرفة اللّه-: أول عبادة اللّه معرفته ... الخ.