[1] الهمم- جمع الهمة-: و هي العزم و الجزم الثابت
الذي لا يعتريه فتور.
و النيل: الإصابة و الفطن جمع
فطنة بالكسر-: و هي الحذق و جودة استعداد الذهن لتصور ما يريد عليه.
بعد الهمم علوها و تعلقها بالامور
العالية أي: إنّ الهمم و إن علت و بعدت لا يمكن أن تدركه مهما حلقت في سماء
المدارك العالية، كما أنّ الفطن الغائصة في بحار الأفكار هي الأخرى لا تصل إلى كنه
حقيقته.
[2] حد الشيء: منتهاه، و النعت: الصفة، و الأجل:
المدة المضروبة للشيء. أي ليس لصفاته الذاتية من القدرة، و الاختيار، و العلم، و
الحياة، حد معين ينتهي إليه و يقف عنده كما هو الحال في الموجودات الممكنة فإنها
جميعا لها حدّ تنقطع إليه و تقف عنده، كما أنّها لا تنعت بنعوت، و موجودة أي:
زائدة متغيرة، فعلمه مثلا لا ينعت بالزيادة و النقصان- كما هو الحال بالنسبة لنا-
و قدرته لا توصف بالقوة و الضعف بل هو منزه عن كلّ هذه النعوت و صفاته عين ذاته،
كما أنّها أزلية فليس لها وقت معدود، و أبدية فليس لها أجل ممدود.
[3] فطر: خلق و النشر: البسط. و وتد- بالتخفيف و
التشديد- ثبت. و الميدان- بفتح الميم و الياء- الحركة.
أي: سكن الأرض بعد اضطرابها و هي
من قوله تعالى:« وَ الْجِبالَ أَوْتاداً» و قوله:« وَ
أَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ»*.
[4] أول الدين معرفته أي أن معرفته سبحانه اساس
الطاعة و العبادة، فما لم يعرف لا يمكن أن يطاع، و لا تتم معرفته، ما لم يذعن
العبد و يحكم: بوجوب وجوده و لا يذعن و يحكم بوجوب وجوده ما لم يؤمن و يحكم له
بالوحدانية، و أنّه لا شريك له في ذاته، لأنّ الواجب لا يتعدّد، ثمّ أن كمال هذا
التوحيد يكون بالإخلاص له، و هو: اما جعله خاليا عن النقائص و سلب الجسمية و
العرضية و أمثالها عنه، او الإخلاص له بالعمل و كما هذا الإخلاص هو: نفي الصفات
الزائدة عنه تعالى فصفاته تعالى عين ذاته علمه، و قدرته، و إرادته، و حياته، و
سمعه، و بصره، كلها موجودة بوجود ذاته الأحدية و ذاته جامعة و مستوعبة لها و هي
عينها، و ليست هي على كثرتها و تعدّد معانيها و تغاير مفهوماتها زائدة على الذات
خارجة عنها.
[5] أي: من وصف اللّه سبحانه بصفة زائدة على ذاته
خارجة عنها،« فقد قرنه» بغيره في الوجود و من« قرنه» بغيره فقد صيّره ثانيا
لقديمين يصدق عليهما:« واجب الوجود» و حينئذ يكون قد« جزأه» لأنّ كل واحد من
القديمين جزء لذلك الواجب، و« من جزأه» فقد« جهله» اذ جعله في عداد الممكنات، و لم
يعرف الوجود الواجب فهو لا يتعدّد و لا يتجزأ كما هو ثابت في علم الكلام.
[6] ضمنه: جعله محتويا عليه و أخلى منه: جعله
خاليا منه.-« و من أشار إليه» سواء بالإشارة العقليّة كأنّ يجعل له حدا منطقيا
مركبا من جنس و فصل، أو بالإشارة الحسية« فقد حدّه» و ذلك أنّ كل مشار إليه لا بدّ
أن يكون في جهة ما، و كل ما هو في جهة فلا بدّ له من أطراف و أقطار هي حدوده و
ينتهي عندها و« من» فعل ذلك و« حده»« فقد عده» في عداد الممكنات. و من قال« فيم»
هو فقد جعله ضمن شيء و من قال:« على م» هو فقد جعله مستعل على شيء و غير مستعل
على غيره و حينئذ يكون قد« أخلى منه» ذلك الغير.