responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 176

إِذَا كُنْتُمْ عَنِ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ تَعْجِزُونَ فَأَنْتُمْ عَنْ حَرَارَةِ السَّيْفِ أَعْجَزُ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ قَدْ أَتَانِي الصَّرِيحُ يُخْبِرُنِي أَنَّ ابْنَ عمر [غَامِدٍ] قَدْ نَزَلَ الْأَنْبَارَ[1] عَلَى أَهْلِهَا لَيْلًا فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ كَمَا يُغَارُ عَلَى الرُّومِ وَ الْخَزَرِ فَقَتَلَ بِهَا عَامِلِي ابْنَ حَسَّانَ وَ قَتَلَ مَعَهُ رِجَالًا صَالِحِينَ ذَوِي فَضْلٍ وَ عِبَادَةٍ وَ نَجْدَةٍ بَوَّأَ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَ أَنَّهُ أَبَاحَهَا وَ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْعُصْبَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ‌[2] كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَ الْأُخْرَى الْمُعَاهَدَةِ فَيَهْتِكُونَ سِتْرَهَا وَ يَأْخُذُونَ الْقِنَاعَ مِنْ رَأْسِهَا وَ الْخُرْصَ مِنْ أُذُنِهَا وَ الْأَوْضَاحَ مِنْ يَدَيْهَا وَ رِجْلَيْهَا وَ عَضُدَيْهَا وَ الْخَلْخَالَ وَ الْمِئْزَرَ عَنْ سُوقِهَا فَمَا تَمْتَنِعُ إِلَّا بِالاسْتِرْجَاعِ وَ النِّدَاءِ يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَا يُغِيثُهَا مُغِيثٌ وَ لَا يَنْصُرُهَا نَاصِرٌ فَلَوْ أَنَّ مُؤْمِناً مَاتَ دُونَ هَذَا مَا كَانَ عِنْدِي مَلُوماً بَلْ كَانَ عِنْدِي بَارّاً مُحْسِناً وَا عَجَبَا كُلَّ الْعَجَبِ مِنْ تَظَافُرِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ فَشَلِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ قَدْ صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى‌[3] وَ لَا تَرْمُونَ وَ تُغْزَوْنَ وَ لَا تَغْزُونَ وَ يُعْصَى اللَّهُ وَ تَرْضَوْنَ فَتَرِبَتْ أَيْدِيكُمْ يَا أَشْبَاهَ الْإِبِلِ غَابَ عَنْهَا رُعَاتُهَا كُلَّمَا اجْتَمَعَتْ مِنْ جَانِبٍ تَفَرَّقَتْ مِنْ جَانِبٍ.

احتجاجه ع على معاوية في جواب كتاب كتب إليه في غيره من المواضع و هو من أحسن الحجاج و أصوبها[4]

أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ اصْطِفَاءَ اللَّهِ تَعَالَى مُحَمَّداً ص لِدِينِهِ وَ تَأْيِيدَهُ إِيَّاهُ بِمَنْ أَيَّدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَقَدْ خَبَّأَ[5] لَنَا الدَّهْرُ مِنْكَ عَجَباً إِذْ طَفِقْتَ‌[6] تُخْبِرُنَا بِبَلَاءِ اللَّهِ عِنْدَنَا وَ نِعْمَتِهِ عَلَيْنَا فِي نَبِيِّنَا فَكُنْتَ فِي ذَلِكَ كَنَاقِلِ التَّمْرِ إِلَى هَجَرَ[7] أَوْ دَاعِي مُسَدِّدِهِ إِلَى النِّضَالِ‌[8] وَ زَعَمْتَ أَنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ فِي الْإِسْلَامِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ‌[9] فَذَكَرْتَ أَمْراً إِنْ تَمَّ اعْتَزَلَكَ كُلُّهُ وَ إِنْ نَقَصَ لَمْ يَلْحَقْكَ ثَلْمُهُ وَ مَا أَنْتَ وَ الْفَاضِلَ وَ الْمَفْضُولَ وَ السَّائِسَ وَ الْمَسُوسَ وَ مَا لِلطُّلَقَاءِ وَ أَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ وَ التَّمْيِيزَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَ تَرْتِيبَ دَرَجَاتِهِمْ وَ تَعْرِيفَ طَبَقَاتِهِمْ هَيْهَاتَ لَقَدْ حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا-[10] وَ طَفِقَ يَحْكُمُ فِيهَا مَنْ عَلَيْهِ الْحُكْمُ لَهَا أَ لَا تَرْبَعُ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ عَلَى ظَلْعِكَ وَ تَعْرِفُ قُصُورَ ذَرْعِكَ‌[11] وَ تَتَأَخَّرُ حَيْثُ أَخَّرَكَ الْقَدَرُ فَمَا عَلَيْكَ غَلَبَةُ


[1] الأنبار: بلدة على الشاطئ الشرقي للفرات و يقابلها على الجانب الغربي هيت.

[2] العصبة- بضم العين-: جماعة من الرجال نحو العشرة، و قيل: و من العشرة الى الأربعين.

[3] الغرض- بالتحريك-: الهدف الذي يرمى إليه.

[4] (*) تجد هذا الكتاب في ج 3 ص 34 من نهج البلاغة.

[5] خبأه: ستره و اخفاه.

[6] طفق: جعل.

[7] مثل يضرب لمن يحمل الشي‌ء الى معدنه لينتفع به فيه، و هجر معروفة بكثرة التمر.

[8] المناضلة: المرامات، يقال: ناضله إذا راماه، و مسدده: الذي يعلمه الرمي و هو مثل يضرب لمن يتعالم على معلمه و مثله قوله:

\sُ اعلمه الرماية كل يوم‌\z فلما اشتد ساعده رماني.\z\E

[9] يريد أبا بكر و عمر.

[10] القدح: السهم و هذا المثل يضرب لمن يفتخر بشي‌ء ليس فيه.

[11] أربع: توقف و انتظر يقال:« أربع على نفسك أو على ظلعك» أي: توقف و لا تستعجل و الظلع العيب: أي أنت ضعيف فانته عما لا تطيقه و يقصر عنه باعك.

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست