responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 177

الْمَغْلُوبِ وَ لَا لَكَ ظَفَرُ الظَّافِرِ فَإِنَّكَ لَذَاهِبٌ فِي التِّيهِ رَوَّاغٌ عَنِ الْقَصْدِ[1] أَ لَا تَرَى غَيْرَ مُخْبِرٍ لَكَ لَكِنْ بِنِعْمَةِ اللَّهِ أُحَدِّثُ أَنَّ قَوْماً اسْتُشْهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ لِكُلٍّ فَضْلٌ حَتَّى إِذَا اسْتُشْهِدَ شَهِيدُنَا قِيلَ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ خَصَّهُ رَسُولُ اللَّهِ بِسَبْعِينَ تَكْبِيرَةً عِنْدَ صَلَاتِهِ عَلَيْهِ‌[2] أَ وَ لَا تَرَى أَنَّ قَوْماً قُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لِكُلٍّ فَضْلٌ حَتَّى إِذَا فُعِلَ بِوَاحِدِنَا كَمَا فُعِلَ بِوَاحِدِهِمْ قِيلَ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ وَ ذُو الْجَنَاحَيْنِ‌[3] وَ لَوْ لَا مَا نَهَى اللَّهُ عَنْ تَزْكِيَةِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ لَذَكَرَ ذَاكِرٌ فَضَائِلَ جَمَّةً تَعْرِفُهَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَا تَمُجُّهَا آذَانُ السَّامِعِينَ- فَدَعْ عَنْكَ مَنْ مَالَتْ بِهِ الرَّمِيَّةُ[4] فَإِنَّا صَنَائِعُ رَبِّنَا وَ النَّاسُ بَعْدُ صَنَائِعُ لَنَا[5] لَمْ يَمْنَعْنَا قَدِيمُ عِزِّنَا وَ لَا عَادِيُّ طَوْلِنَا[6] عَلَى قَوْمِكَ أَنْ خَلَطْنَاكُمْ بِأَنْفُسِنَا فَنَكَحْنَا وَ أَنْكَحْنَا فِعْلَ الْأَكْفَاءِ وَ لَسْتُمْ هُنَاكَ وَ أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ كَذَلِكَ وَ مِنَّا النَّبِيُّ وَ مِنْكُمُ الْمُكَذِّبُ‌[7] وَ مِنَّا أَسَدُ اللَّهِ وَ مِنْكُمْ أَسَدُ الْأَحْلَافِ‌[8] وَ مِنَّا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مِنْكُمْ صِبْيَةُ النَّارِ[9] وَ مِنَّا خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَ مِنْكُمْ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ‌[10] فِي كَثِيرٍ


[1] أي: حائد عن القصد.

[2] هو« حمزة بن عبد المطلب» عم الرسول« ص» و قد مر ذكره في هامش ص 194 فراجعه.

[3] هو جعفر بن أبي طالب( ع) و قد مر ذكره في هامش ص 172 من هذا الكتاب فراجع.

[4] الرمية: الصيد و هو مثل يضرب لمن أعوج غرضه فمال عن الاستقامة لطلبه و المراد هنا بمن مالت به الرمية الأول و الثاني.

[5] قال العلّامة المجلسي في ج 8 ص 536 من بحار الأنوار:

قوله( ع):« فأنا صنايع ربّنا» هذا كلام مشتمل على أسرار عجيبة من غرائب شأنهم التي تعجز عنها العقول، و لنتكلم على ما يمكننا اظهاره و الخوض فيه فنقول.

صنيعة الملك: من يصطنعه و يرفع قدره، و منه قوله تعالى:« وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي» أي: اخترتك و اخذتك صنيعتي، لتتصرف عن ارادتي و محبتي.

فالمعنى: انه ليس لأحد من البشر علينا نعمة، بل اللّه تعالى أنعم علينا، فليس بيننا و بينه واسطة، و الناس بأسرهم صنائعنا فنحن الوسائط بينهم و بين اللّه سبحانه.

و يحتمل أن يريد بالناس بعض الناس أي المختار من الناس، نصطنعه و نرفع قدره

و في ج 3 من النهج لابن أبي الحديد ص 451 قال:

هذا كلام عظيم عال على الكلام، و معناه عال على المعاني، و صنيعة الملك من يصطنعه الملك و يرفع قدره، يقول: ليس لأحد من البشر علينا نعمة بل اللّه تعالى هو الذي أنعم علينا، فليس بيننا و بينه واسطة، و الناس بأسرهم صنائعنا فنحن الواسطة بينهم و بين اللّه تعالى، و هذا مقام جليل، ظاهره ما سمعت و باطنه أنهم عبيد اللّه، و ان الناس عبيدهم.

و قال محمّد عبده في ص 36 من ج 3 من نهج البلاغة:

آل النبيّ: أسراء إحسان اللّه عليهم و الناس أسراء فضلهم بعد ذلك.

[6] الطول: الفضل. قال العلّامة المجلسي في ص 536 من ج 8 من بحار الأنوار« أقول: قد ظهر لك ممّا سبق ان بني أميّة لم يكن لهم نسب صحيح ليشاركوا في الحسب آباءه( ع) مع ان قديم عزهم لم ينحصر في النسب بل أنوارهم( ع) أول المخلوقات و من بدو خلق أنوارهم الى خلق أجسادهم و ظهور آثارهم كانوا معروفين بالعز و الشرف و الكمالات، في الأرضين و السماوات، يخبر بفضلهم كل سلف خلفا، و رفع اللّه ذكرهم في كل امة عزا و شرفا.

[7] المكذب: أبو سفيان كان المكذب لرسول اللّه و عدوه المجلب عليه و قيل المراد به أبو جهل.

[8] أسد اللّه: حمزة و أسد الأحلاف، قيل: هو أسد بن عبد العزى، و قيل: عتبة بن ربيعة، و قيل: أبو سفيان لأنّه حزب الأحزاب، و حالفهم على قتال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في غزوة الخندق.

[9] و صبية النار: اشارة الى الكلمة التي قالها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لعقبة بن أبي معيط حين قتله يوم بدر و قال- كالمستعطف له صلّى اللّه عليه و آله-:« من للصبية يا محمد» قال: النار.

[10] حمالة الحطب: أم جميل بنت حرب بن أميّة امرأة أبي لهب.

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست