اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 295
الأخباريين ـ «حنظلة بن صفوان» [١] ، فضلا عن أن الآيات الكريمة (١٢ ـ ١٤) من سورة «ق»
إنما تؤكد أنهما أمتان مختلفتان ، وذلك حيث يقول سبحانه وتعالى «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ، وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ
لُوطٍ ، وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ
وَعِيدِ».
وعلى أي حال ،
فلقد كان ذكر قصة شعيب مع قومه من الميديانيين في القرآن الكريم ، سببا في أن يهتم
المفسرون بالنبي الكريم وبقومه ، إلا أنهم بالغوا في الأمر أحيانا ، وابتكروا
أشياء من عندهم في أحايين أخرى ، ومن ثم فقد أصبح شعيب عندهم ، هو «شعيب بن ميكيل
بن يشجن أو يشجر بن مدين بن إبراهيم» مرة ، وهو «شعيب بن نويب أو نويت بن عيفا بن
مدين بن إبراهيم» مرة أخرى [٢] وهو «شعيب بن نوبت أو نويل بن رعويل ، بن مر بن عنقاء
بن مدين بن إبراهيم» مرة ثالثة [٣] ، وهو «يثرون بن ضيعون بن عنقا بن ثابت بن مدين بن
إبراهيم» مرة رابعة [٤] ، وهكذا يختلف المفسرون والمؤرخون
[١] يروي الأخباريون
أن أصحاب الرس من ولد إسماعيل ـ وكذا نبيهم حنظلة بن صفوان ـ وأنهما قبيلتان ،
يقال لإحداهما «أدمان» أو قدمان ، وللأخرى «يامن» أو رعويل ، وأنهما كانا في اليمن
، ومن ثم فقد زعم فريق أنهم من حمير أو من أهل عدن ، وأن القوم كانوا قد قتلوا
نبيهم ، فسلط عليهم «بختنصر» (نبوخذ نصر ٦٠٥ ـ ٥٦٢ ق. م.) بأمر من واحد من أنبياء
بني إسرائيل (انظر : مروج الذهب ١ / ٧٨ ، ٢ / ٢٥ ، ياقوت ٣ / ٤٣ ، البكري ٢ / ٦٥٢
، ٣ / ٨٤٩ ، الروض الآنف ١ / ٩ ، تاج العروس ١ / ٤١٠ ، اللسان ١٢ / ١٤٩) وليس من
شك أن هذه القصص قد اختلطت فيها الحقائق بالاساطير ، وقد ناقشنا ذلك في كتابنا «بلاد
العرب»
[٢] ابن كثير ١ / ١٨٥
، روح المعاني ٨ / ١٧٥ ، تفسير الطبري ١٢ / ٥٥٤ ، مروج الذهب ١ / ٦١
[٣] مروج الذهب ٢ /
١٢٨ ، قصص الأنبياء للثعالبي ص ١١٥ ، نهاية الأرب للقلقشندي ص ٤١٦.