اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 294
فأصبحوا في ديارهم جاثمين [١] ، وذلك لأنهم قالوا لنبي الله على سبيل التهكم
والاستهزاء «أَصَلاتُكَ
تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا
ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ» [٢] ، فناسب أن يذكر الصيحة التي هي كالزجر عن قول ما قالوا
، ومن ثم فقد جاءتهم صيحة أسكتتهم مع رجفة أسكنتهم ، وأما في سورة الشعراء فذكر أنه
أخذهم عذاب يوم الظلة ، وكان ذلك إجابة لما طلبوا ، حيث قالوا «فَأَسْقِطْ عَلَيْنا
كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ» [٣] ، ومن ثم يقول سبحانه وتعالى : «فَكَذَّبُوهُ
فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ» [٤].
ومنها (خامسا)
أن وصف شعيب في سورة الأعراف بأنه أخو مدين ، وعدم وصفه بذلك في سورة الشعراء عند
الحديث عن أصحاب الأيكة ، فالرأي عند ابن كثير أنه لم يذكر الأخوة بعد قوله تعالى «كَذَّبَ أَصْحابُ
الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ» [٥] ، لأنه وصفهم بعبادة الأيكة ، فلا يناسب ذكر الأخوة هنا
، وحين نسبهم إلى القبيلة شاع ذكر شعيب بأنه أخوهم ، ومنها (سادسا) أن الحديث الذي
رواه ابن عساكر في ترجمة النبي شعيب ، مرفوعا إلى عبد الله بن عمرو ، من أن مدين
وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيبا النبي ، إنما هو حديث غريب ، وفي رجاله
من تكلم فيه ، وربما كان من كلام عبد الله بن عمرو من الزاملتين اللتين أصابهما
يوم اليرموك ، وفيهما أخبار بني إسرائيل [٦].
ومنها (سابعا)
أن نبي أصحاب الرس إنما هو ـ طبقا لروايات