اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 296
الإسلاميون في نسب النبي الكريم ، والغريب من الأمر ، أن واحدا منهم لم
يقدم لنا دليلا على أن رأيه هو الصحيح ، وأن من خالفه كان على غير صواب.
هذا وقد وصل
الخلاف كذلك إلى اسم النبي ذاته ـ وليس نسبه فقط ، ومن ثم فقد رأيناه ـ فيما يزعم
أصحابنا الأخباريون ـ شعيبا مرة ، ولكنه مرة أخرى «يثرون» أو «يثروب» أو حتى «يثرو»
، ومرة ثالثة «يزون» أو حتى «بنزون» ، وهو من أبناء إبراهيم مرة ، وممن آمنوا به
يوم ألقي به في النار ، ثم هاجر معه إلى الشام مرة أخرى ، ثم هو من أبناء بعض من
آمن به مرة ثالثة ، وهو حفيد لوط من جهة أمه مرة رابعة [١].
ولكن أغرب ما
في الأمر ، أن يصل ادعاء العلم عند البعض إلى أن يحول النبي العربي إلى يهودي ،
فيزعم أنه «شعيب بن يشخر بن لاوي بن يعقوب» ، أو خبري بن يشجر بن لاوي بن يعقوب» [٢] ، ومن عجب أن «لاوي بن يعقوب» هذا ، ليس له ابنا يحمل
اسم يشجر أو يشخر ، وإنما أسماء أولاده ـ كما جاءت في التوراة ـ «جرشون وقهات
ومرارى» [٣] ،
وأخيرا ، فإن
البعض إنما يزعم أن النبي الكريم قد ذهب مع المؤمنين به ـ بعد هلاك الكافرين به ـ إلى
مكة ، حيث ماتوا هناك ، وأن قبورهم غربي الكعبة [٤] ، وإن زعم آخرون أن النبي الكريم إنما كان على مقربة من
«حطين» في موقع سماه ياقوت «خبارة» ، أو «خربة مدين» فيما يزعم
[١] ابن كثير ١ / ١٨٥
، أبو الفداء ١ / ١٨ ، الطبري ١ / ٣٢٥ ـ ٣٢٩ ، ابن الأثير ١ / ١٥٧
[٢] تفسير المنار ٨ /
٥٢٣ ـ ٥٢٤ ، تفسير روح المعاني ٨ / ١٧٥ ، نهاية الأرب للقلقشندي ص ٤١٦ ، ابن كثير
١ / ١٨٥