اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 270
الأشورية الطموح ، أو أن الهدف لا يعدو أن يكون تعمير مناطق مر بها الآشوريون
إلى السامرة ، إنما قد عادوا في زمن لا حق لا نستطيع تحديده على وجه اليقين ،
وأنهم قد أسكنوا في مدين [١].
هذا وقد جاء
ذكر الثموديين في النقوش السبئية ، ومن ذلك نقش ، يرجع إلى نهاية القرن السادس أو
بداية القرن الخامس ق. م. ، ويحكي قصة اثنين من قبيلة ثمود كانا يباشران العمل في
ري نخيلهما ، ورغم أننا لا نعرف من أي مكان جاء هذا النقش ، على وجه اليقين ،
فأغلب الظن أنه من بلاد سبأ [٢]. هذا وقد عثر في «نجران» على نقشين سبئيين كذلك ، ورد
فيهما اسم الإله (صلم) ، الذي كان معبودا ثموديا في منطقة تيماء في العقد الذي
استوطن فيه الملك البابلي «بنونيد» هذه المدينة ـ أي في الفترة (٥٥٥ ـ ٥٤٦ ق. م.)
، بعد حملته المشهورة التي احتل فيها تيماء وديدان وخيبر ويثرب [٣] ، ويبدو ـ على أي حال ـ أن النقش ، الآنف الذكر ، من
عمل مهاجرين ثموديين [٤] والأمر كذلك بالنسبة إلى نقشين سبئيين يذكران كذلك اسم
ثمود ، وقد عثر على الواحد منها في وادي «ثوبا» ـ على مبعدة ٢٠٠ كيلومتر إلى
الشمال الشرقي من عدن ، بينما عثر على الآخر في سابق ، بوادي ميفعة جنوب عدن [٥].
وقد تحدث
الكتاب القدامى من الأغارقة والرومان عن الثموديين كذلك ، فقد جاء في «استرابو» (٦٦
ـ ٢٤ م) أن