اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 269
فالملك سرجون الثاني (٧٢٢ ـ ٧٠٥ ق. م.) يتحدث عنهم ، من بين من تحدث عنهم
من قبائل خاض غمار الحرب ضدها ، وقد دعاهم باسم «تامودي Tamudi»
(Thamudi) (١) ، بل إنه ليذكر كذلك أنه هجرهم إلى السامرة من بين من
هجر من شعوب [٢] ، يقول العاهل الأشوري في حوليات السنة السابعة «طبقات
لوحي صادق من آشور إلهي ، قضيت على قبائل تامودي ومورسيمانوا وخيابا [٣] ، والعرب الذين يعيشون بعيدا في الصحراء ، والذين لا
يعترفون برؤساء أو موظفين ، والذين لم يكونوا قد جاءوا بجزاهم لأي ملك ، سبيت
الأحياء منهم ونقلتهم إلى السامرة [٤]».
وقصة التهجير
هذه بدأت بعد أن كتب للملك الأشوري نجحا بعيد المدى في القضاء على اسرائيل ،
واحتلال العاصمة (السامرة) في أخريات عام ٧٢٢ ق. م. ، ثم تهجير سكانها ـ وربما
النبلاء والأغنياء فحسب ـ إلى أنحاء مختلفة من الامبراطورية الآشورية ـ وهو ما عرف
في التاريخ بالسبي الآشوري ـ وسرعان ما أتى بقوم آخرين من بلاد كان قد استولى
عليها [٥] ، ومن بين هؤلاء الآخرين بعض من ثمود.
وأيا ما كان السبب
في هذه التهجيرات التي شملت الثموديين ، وسواء أكان الأشوريون يهدفون من ورائها
إلى كسر التحالفات القديمة بإدخال أجانب في البلاد ، كبداية لظروف جديدة أكثر
ملائمة للامبراطورية
[١] Rawlinson, Cuneiform Inscriptions, I, Pl. ٦٣ A. L. Oppenheim, in ANET,
P. ٦٨٢ A. G. Lie, The Inscriptions of Sargon II, Part, I, The annals, ٩٢٩١, P.
٥
[٢] A. Musil, Northern Hegas, P. ٩٨٢ A. Musil, In the Arabian Desert, P.
٩٧٤
[٣] راجع عن هذه
الشعوب : الويس موسل : شمال الحجاز ص ٨٩ ـ ٩٥
[٥] أنظر كتابنا
اسرائيل ص ٥٠٩ ـ ٥١٢ ، وكذا J. Finegan, Light from the
Ancient Past, I, P. P. ٨٠٢ ـ ٠١٢
A. T Olmstead, Western Asia in the days of Sargon of Assyria, P. ٥٤ P. ٢٨٢
اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 269