وفي
كتاب العلل لأحمد بن حنبل «
١ / ٨٠ »
: « استقدم المتوكل المحدثين إلى سامراء وأجزل عطاياهم وأكرمهم ،
وأمرهم أن يحدثوا بأحاديث الصفات والرؤية ! وتوفر دعاء الخلق للمتوكل ،
وبالغوا في الثناء عليه ، والتعظيم له ، حتى قال قائلهم : الخلفاء ثلاثة :
أبوبكر الصديق في قتل أهل الردة ، وعمر بن عبد العزيز في رد المظالم ،
والمتوكل في إحياء السنة وإماتة التجهم » .
وقال
ابن تميم التميمي في المحن /
٢٧١
: « ونفى كل بدعة ، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق
المجالس ، فصرف الله ذلك كله به ، فكان يبعث إلى الآفاق فيؤتى إليه
بالفقهاء والمحدثين ، فخرَّج كل واحد منهم بثلاثين حديثاً في تثبيت القدر ،
وثلاثين حديثاً في الرؤية ، وغير ذلك من السنن ، فتعلمها الناس حتى كثرت
السنن وفشَت ونمَت ، وطُغيت البدعة وذلَّت » .
أقول
: هذه النصوص صريحةٌ في أن لقب « محيي
السنة » الذي أعطوه للمتوكل ، معناه إحياء أحاديث التجسيم التي يسمونها أحاديث الصفات والرؤية ، وإحياء البغض الأموي لأهل البيت عليهمالسلام
ونصب العداوة لهم .
لاحظ قول الراوي : فخرَّج كل واحد منهم
بثلاثين حديثاً في تثبيت القدر ، وثلاثين حديثاً في الرؤية! فمن
أين جاؤوا بها ؟!
لعل أصلها حديثان ، ثم نسجوا عليهما !
قال الذهبي في سيره « ٨ / ١٠٣ »
: « قال ابن القاسم : سألت مالكاً عمن حدث بالحديث الذي قالوا : إن الله
خلق آدم على صورته ، والحديث الذي جاء : إن الله يكشف عن ساقه وأنه يدخل
يده في جهنم