بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه من غير سند، و ما يذكره والده في رسالته اليه، و كثير من الاحكام التي ذكرها أصحابنا و لا يعلم مستندها مذكورة فيه كما ستعرف في أبواب العبادات-انتهى كلام الاستاد مد ظله [1].
و أقول: و على هذا فلا بد أن يكون ذلك الكتاب بالخط الكوفي، اذ خط النسخ و أمثاله انما حدث في زمن ابن مقلة الوزير الخطاط المشهور المخترع لخط النسخ و من بعده من الخطاطين و كان ابن مقلة في عهد [2]. . .
ثم انه قد يقال: ان هذا الكتاب بعينه رسالة علي بن بابويه الى ولده الشيخ الصدوق، و انتسابه الى الرضا عليه السلام غلط نشأ من اشتراك اسمه و اسم والده فظن أنه لعلي بن موسى الرضا عليه السلام حتى لقب تلك الرسالة بفقه الرضا، و كان الاستاد العلامة «قده» أيضا يميل الى ذلك، و قد يؤيد ذلك بعد توافقهما في كثير من المسائل باشتماله على غرائب من المسائل، و من ذلك توقيت وقت قضاء غسل الجمعة من الجمعة الى الجمعة الاخرى و هو تمام أيام الاسبوع، و المروي المشهور هو اختصاصه بيوم السبت، و نحو ذلك من المطالب لكن لو لم يشتبه الحال على هذا السيد لتم له الدست و ثبت ما اختاره الاستاد الاستناد سلمه اللّه تعالى.
ثم لا يخفى أنه ليس القاضي أمير حسين الميبدي شارح الهداية في الحكمة، لانه متقدم الزمان بكثير مع انه سني أيضا.
[2] توفى ابن مقلة على أصح الاقوال فى سنة 328، و كان وزيرا للمقتدر و القاهر و الراضى العباسيين، و توفى الامام الرضا عليه السلام سنة 203 على الاشهر، فتكون وفاة الرضا «ع» .