responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 5  صفحة : 201

من الأبدال المقرّبين و الأوتاد الواصلين لما سمعوا منه كلمات واهية و مزخرفات سطحيّة،تخيّل له و لهم انّ فيها شيئا من الكرامات و المكاشفات و يسمعهم انّها أخبار الهية و أسرار ربّانيّة،فلهذا تركوا تعلّم العلم و العرفان و رفضوا اكتساب العمل بمقتضى الحديث و القرآن و عطّلوا ما أعطاهم اللّه تعالى من المشاعر و المدارك عن إعمالها في سبيل الهداية و الرشاد و حرموا ما رزقهم اللّه افتراء عليه لصرفها في غير ما خلق لأجله بسبب الجهل و الفساد و تشبّثوا بذيل ناقص منهم في العلم و العرفان قاصر مثلهم في العمل و الإيمان،أمّا نقصانه في العلم و المعرفة فلشهادة جهله و إصراره و ضلاله و اغتراره و كثرة سهوه و خطأه و وفور غلطه و عمائه،و أمّا قصوره في العمل فلكونه محترقا بنار الشهوات مستغرقا في بحر اللذات أسيرا في أيدي الظلمات ملسوعا بلسع حيّات النعومات،نهشته ثعابين الشهوات و تماسيح الهوى و اللذات فلا يزال يملأ من الشبهة و الحرام الحشا و يؤذي الجلاّس و الندماء من الجشأ و أكثر أوقاته في التلاعب و التمذق بالصبيان و المردان و المنادمة مع السفهاء و الولدان و استماع الغناء و مزاولة آلات اللهو و اللعب و الخسران،و مع هذه الآفة الشديدة و الداهية العظيمة ادّعى جمع من السفهاء و الحمقاء فيه علم المعرفة و مشاهدة الحقّ و الوصول الى القرب و معاينة الجمال الأحديّ و الفوز باللقاء السرمدي و حصول الفناء و البقاء،و أيم اللّه انّهم لا يعرفون شيئا من هذه المعاني الاّ بالأسامي،و ربّما ينظر أحدهم الى أصناف العلماء بعين الإزراء حتّى انّ أرباب الصناعات و الحرف يتركون صنايعهم و حرفهم و يلازمونهم أياما عديدة و تلقّفوا منهم تلك الكلمات المزخرفة و استحسنوها فضلا عن غيرهم من العوام،فهو يردّدها لهم كأنّه يتكلّم عن الوحي و يخبره عن أسرار الحقايق و ضماير القلوب بل يخبر عن سرّ الأسرار فيستحقر بذلك جميع العباد و العلماء،فيقول في العباد انّهم أجراء متعبون و في العلماء انّهم بعلومهم عن

اسم الکتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 5  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست