responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 97

واللافت أن نعلم أنّه في الآونة الأخيرة صدرت مجموعة تحمل اسم‌ «فقه السلف عترة وصحابة وتابعين» بقلم‌ محمّد المنتصر الكتاني‌ نشرته جامعة «أم القرى» في مكّة، يقول هذا الكاتب في بداية تعريفه ل «فقه العترة»:

«إنّ فقه العترة يشمل الفقه الذي وصل إلينا عن طريق فاطمة الزهراء بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين الإمام عليّ، والإمام الحسن، الإمام الحسين، إلى الإمام الصادق عليهم السلام».

ثم يضيف:

«إنّ الحصول على فقه العترة والعمل به هو في الحقيقة الحصول على العلم والهداية وسبب الأمان من الضلالة، وبالاقتران مع كتاب اللَّه يؤدّي إلى الهداية والأمان حتى أنّه يكون سبباً لدخول الجنّة» [1].

ثمّ إنّ هذا الكاتب ومن أجل إثبات صحّة كلامه يتمسّك بحديث «الثقلين».

ويقول الإمام الفخر الرازي في تفسيره في موضوع الجهر ب

«بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم»

في الصلاة:

«أمّا أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، من اقتدى في دينه عليّ بن أبي طالب فقد اهتدى، وإليك ما قاله (يعني ما قاله رسول اللَّه صلى الله عليه و آله) في حقّ عليّ عليه السلام:

اللّهُمَّ أدِرِ الحَقَّ مَع عليٍّ حَيثُ دار» [2].

2. ثراء فقه أهل البيت عليهم السلام‌

إنّ فقه أهل البيت عليهم السلام المقتبس من الكتاب والسنّة، هو فقه عميق الجذور وغنيّ الثمار كالشجرة الطيبة، لأنّه لم ينفصل في أيّ برهة من تاريخه عن أصله وجذوره.

وأنّ فقهاء الشيعة مضافاً إلى‌ تمسّكهم بالكتاب، فإنّهم يستمدّون من كلمات أئمّة أهل‌البيت عليهم السلام التي تتّصل بجذورها بسنّة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله؛ فأئمّة أهل البيت في الحقيقة مبيّنون وشارحون لسنّة النبيّ صلى الله عليه و آله وكلماته، وعليه فإنّ أصل ومصدر فقه أهل البيت عليهم السلام هو كتاب اللَّه وسنّة النبيّ صلى الله عليه و آله الأصيلة والخالصة التي بيّنها أئمّة أهل البيت عليهم السلام للناس.

وقد ورد في الكثير من الروايات عن أئمّة أهل‌البيت عليهم السلام أنّهم قالوا: «ما سَمِعتَه مِنّي فَاروهِ عن أبي وَما سَمِعتَه مِنّي فَاروهِ عن رَسولِ اللَّه صلى الله عليه و آله» [3].

ومع الالتفات إلى حقيقة عدم انفكاك فقه أهل البيت عن السنّة النبويّة واتّصال هذا الفقه بها، فإنّ ذلك يشهد على ثراء هذا الفقه وخاصّة أنّ فقهاء الشيعة لا يحسّون بالفراغ القانوني إطلاقاً، بل يرون أنفسهم مستغنون عن استخدام القياس والاستحسان وأمثال ذلك.

3. انفتاح باب الاجتهاد

بالرغم من أنّ فقه الشيعة قد واجه على امتداد تاريخه تحدّيات وصعوبات كبيرة، إلّاأنّ فقهاء الإمامية لم يوصدوا باب الاجتهاد، بل تركوه مفتوحاً أمام أهله في عملية بذل الجهد للاقتباس من نصوص الكتاب‌


[1]. معجم فقه السلف، ج 1، ص 4 و 5.

[2]. التفسير الكبير للفخر الرازي، ج 1، ص 205 (ذيل تفسير الآية «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» من سورة الحمد).

[3]. وردت هذه الأحاديث التي هي أكثر من عشرة بتعابير مختلفة في الجزء الأوّل من جامع أحاديث الشيعة، ص 180 وما بعده. للمحقّق الكبير آية اللَّه البروجردي (قدّس سرّه) كتبها في زمن مراسلاته مع جامعة الأزهر ومفتى مصر في حينه الشيخ محمود شلتوت، وإرسال هذه المجموعة إلى الشيخ شلتوت أيضاً، ونظراً إلى ما تحتويه هذه الأحاديث وأمثالها أصدر مفتى مصر فتواه التاريخية: أنّ العمل بالمذهب الجعفري مجزٍ للمسلمين أيضاً. وللإطلاع على فتوى الشيخ شلتوت راجع مجلّة رسالة الإسلام (بالفارسية)، السنة 11، العدد 1، ص 108.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست