مضافاً إلى أنّ الخطابات القرآنية عامّة، وتستوعب جميع أفراد البشر على امتداد الزمان والمكان ولابدّ أنّ تتمتّع بالقدرة على الاستجابة لمتطلّبات كلّ عصر.

السنّة النبوية الشريفة بدورها مقتبسة من القرآن والوحي السماوي، وهي العلم المتّصل بالعلم الإلهي اللامحدود.

وكذلك بالنسبة لعلوم أئمّة الدين المعصومين عليهم السلام المتّصلة بمصباح علم النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله المتوهّج فإنّ لها هذا الحكم أيضاً، حيث لا تتوقّف ولا تحدّد بمجال خاصّ.

ومن الواضح أنّ دليل العقل لا يعرف التوقّف أيضاً، ومع الاتّصال بالعقول الأخرى وتلاقح أفكار العلماء والمفكّرين عصراً بعد عصر وجيلًا بعد جيل فإنّ ذلك من شأنه خلق أمواج متلاطمة من المعارف تحتضن في طيّاتها جواهر ثمينة من هذه العلوم. مضافاً إلى ذلك، الظمأ المتزايد الذي يشهده ويعيشه الإنسان المعاصر تجاه الثقافات الإلهيّة بسبب التوجّه المادّي للحضارة البشرية المعاصرة، بكلّ ما تفرزه من معطيات سلبيّة ونقاط ضعف، والتي تساهم بدورها في تكريس هذه الظاهرة وتدعو المحقّقين في العلوم الدينية إلى التعمّق أكثر في ميدان المعارف الإلهيّة وإيقاظ روح الإبداع في آفاق هذه العلوم.

الدور البنّاء للمسائل المستحدثة في اتّساع دائرة الفقه الإسلامي:

نحن نعتقد من جهة بأنّ الإسلام لا يختصّ بعصر معيّن ولا بمكان محدود ولا بقوم دون قوم، بل يستوعب جميع مساحات الزمان والمكان في واقع المجتمعات البشرية. ومن جهة أخرى فإنّ كلّ يوم يشهد موضوعات جديدة في حياة الإنسان، حيث تتطلّب أحكاماً جديدة ويجب على الفقه الإسلامي أن يكون بمستوى التحدّي ويجيب عن هذه المسائل من موقع العمق الفكري والحضاري.

هذا الأمر يمثّل ظاهرة مباركة تدعو فقهاء الإسلام كلّ يوم لمزيد من البحث والتحقيق في مجال التعمّق في المباني الفقهية والأصولية والقواعد الفقهية وفروع الأحكام واستخراج مسائل جديدة.

ومن هنا نشهد هذه الأيّام صدور كتب ومقالات كثيرة تتحدّث في مجال المسائل المستحدثة في ما يعكسه من عمق وأصالة ومعاصرة.

التخصّص في أبواب الفقه:

إنّ اتساع مجالات الفقه الإسلامي يدعو- كما هو الحال في سائر العلوم- إلى تكريس ظاهرة