ونقل نظير هذه العبارة العلّامة الطبرسيّ في «جوامع الجامع» أيضاً [3].
ثانياً: إنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ النبيّ الأكرم صلى
الله عليه و آله لم يقم بهذا الأمر المهمّ وهو (تشكيل الحكومة) من عند نفسه بل
بوحي إلهيّ قطعاً «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ
هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى»[4]. وعليه فلابدّ من القول أنّ تشكيل الحكومة بما تتضمّن من
فروع وشؤون وأبعاد تدخل في صميم الإسلام وعلى أساس «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ»[5] يجب على
المسلمين في كلّ عصر وزمان التحرّك على مستوى تشكيل الحكومة الإسلامية والاهتمام
بإقامتها، لأنّ الإسلام بدون حكومة كالشجرة بدون أغصان وأوراق.
4. الحكومة الإسلامية بعد نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله
من المعلوم وقوع خلاف بين المسلمين في أمر الخلافة بعد رسول اللَّه صلى الله
عليه و آله، حيث يعتقد أتباع أهلالبيت عليهم السلام بمقولة «النصّ» ويقولون: إنّ
أحد الأعمال المهمّة للنبيّ صلى الله عليه و آله تعيين خليفة وقائد سياسيّ
واجتماعي يتولّى إدارة المجتمع الإسلاميّ بعده، وكان النبيّ الأكرم صلى الله عليه
و آله يفكّر بقيادة الامّة على المستوى السياسي والاجتماعي بعده، وعلى هذا الأساس
ومن أجل منع حدوث فراغ في القيادة السياسية، فإنّه تحرّك على مستوى نصب الإمام
عليّ عليه السلام خليفة له بأمر اللَّه تعالى في غدير خمّ، وعندما نزلت الآيتين
الشريفتين:
«يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ»[6] و
«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»[7] قام النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله خطيباً بين الناس
وقال:
ويسأل يزيد الكناسيّ من الإمام الباقر عليه السلام: فقلت جعلت فداك أكان عليّ
عليه السلام حجّة من اللَّه ورسوله على هذه الامّة في حياة رسول اللَّه صلى الله
عليه و آله؟ فقال:
ولكنّ أهل السنّة يعتقدون بعدم وجود النصّ في أمر الخلافة وأنّ الامّة هي التي
تختار الخليفة لرسول اللَّه، وعلى أيّة حال فإنّ الحكومة الإسلامية استمرّت بعد
رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.