responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 499

أمور المجتمع الإسلامي تشير إلى اقتران الدين بالسياسة واعتراف الإسلام رسمياً بمشروعية الحكومة الدينية، بحيث إنّ الناس في ذلك العصر كانوا يطلبون من هؤلاء الخلفاء أن يحكموا على أساس كتاب اللَّه وسنّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، من هنا كان الخلفاء يهتمون بصياغة حكومتهم ونشاطاتهم السياسية على غرار ما ورد في التعاليم الدينية المستوحاة من القرآن وسيرة رسول اللَّه في حكومته. فإذا تحرّك الخليفة في سلوكياته وممارساته بشكل يخالف تعاليم الإسلام وأحكام الشرع، فإنّ المسلمين كانوا يعترضون عليه رغم أنّ هؤلاء الخلفاء كانوا أحياناً يجتهدون في مقابل النصّ‌ [1]، ولكن على أيّة حال فإنّ حكومتهم كانت ذات صبغة دينية.

يقول وهبة الزحيلي في كتاب‌ «الفقه الإسلامي وأدلّته»: «إنّ حكومة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله استمرّت إلى عصر الخلفاء، وطبعاً ازدادت اتّساعاً وعمقاً في عناصرها الإدارية نظراً لتطوّر المجتمع، وهذه التشكيلات السياسية استمرّت إلى خلافة بني اميّة وبني العبّاس والعثمانيين و ...» [2].

6. سيرة أهل البيت عليهم السلام‌

إنّ سيرة أئمّة أهل البيت عليهم السلام تشير بدورها إلى أنّهم لم يكونوا يقولون بفصل الدين عن السياسة، وكما ورد في الزيارات أنّهم:

«ساسة العباد»

وعلى حدّ تعبير الإمام الحسن المجتبى عليه السلام فإنّ تشكيل الحكومة الإسلامية يعتبر مسؤولية إلهيّة على عهدة هؤلاء الأئمّة:

«إنّ اللَّه تعالى نَدَبَنا لِسِياسَةِ الامَّةِ» [3].

ونهضة الإمام الحسين عليه السلام وتصدّيه لحكومة يزيد ابن معاوية وتصريحه بأنّ الهدف من نهضته هذه طلب الإصلاح في الامّة و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [4] وعدم التزام الصمت أمام السلطان الجائر [5]، وكذلك أخذ مسلم بن عقيل البيعة له من أهل الكوفة بعد إعلانهم قبول تشكيل الحكومة الإسلامية، كلّها شواهد جليّة على أنّ نهضة الإمام الحسين عليه السلام كانت من أجل تشكيل الحكومة الإسلامية العادلة [6] وهكذا ثورات العلويين على امتداد التاريخ الإسلامي في مقابل الحكومات الجائرة لبني أميّة و بني العبّاس كلّها تصبّ في هذا الإطار.

مضافاً إلى أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام كانوا يعيشون في عصر بني أميّة و بني العبّاس في أغلب الأحيان إمّا في السجن والنفي أو كانوا يعيشون تحت نظر وإشراف حكّام الجور، وجميع هذه الأمور كانت بسبب أنّ هؤلاء الحكّام كانوا يعيشون الخوف والقلق من تحرّك هؤلاء الأئمّة عليهم السلام لغرض تشكيل حكومة إسلاميّة.

وفي هذا الصدد ما ذكره التاريخ من قبول الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ولاية العهد للمأمون العباسي، حيث تعتبر شاهداً آخر- وإن كان بضغط من المأمون لإجباره على القبول- على اهتمام أئمّة أهل البيت عليهم السلام بمسألة تشكيل الحكومة الإسلامية.


[1]. انظر: النص والاجتهاد.

[2]. انظر: الفقه الإسلامي وأدلّته، ج 8، ص 6313.

[3]. سفينة البحار، مادة «حسن».

[4]. انظر: بحار الأنوار، ج 44، ص 329؛ الفتوح لإبن الأعثم، ج 5، ص 33.

[5]. المصدر السابق، ص 381.

[6]. انظر: تاريخ ابن عساكر (حياة الإمام الحسين عليه السلام)، ص 194، ح 249؛ عاشوراء، ريشه‌ها، انگيزه‌ها، رويدادها، پيامدها، ص 254- 262 (بالفارسية).

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 499
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست