responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 497

ففي الخطوة الاولى تمّ عقد الأخوّة بين المهاجرين والأنصار، وكذلك تمّ عقد ميثاق الصلح مع يهود المدينة، ومن الطبيعي أنّ هذا الميثاق له اعتبار مثل المواثيق العالمية، وقد تحرّك النبيّ لتشكيل القوى الثلاث: القوة المقنّنة، والقضائية والتنفيذية، بالاستفادة من الوحي الإلهي، وكذلك وطّد أركان حكومته واهتم بشؤونات الحكومة الإدارية وأركان الدولة، وممّا تقدم يتبيّن أنّ النبيّ لم يكن نبيّاً ورسولًا فقط، بل رئيساً وسلطاناً لدولة أيضاً» [1].

ب) المراسلات والارتباطات خارج الحدود

وقد انطلق النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله ليقيم روابط سياسية مع الملوك والامبراطوريات الموجودة في ذلك العصر من خلال كتابة الرسائل إليهم ودعوتهم إلى اعتناق الإسلام، وقد ذكر النبيّ صلى الله عليه و آله في هذه الرسائل عبارات من قبيل‌

«أسْلِمْ تَسْلَم»

في الإيحاء لهم بأنّهم إذا اعتنقوا الإسلام فإنّهم سيبقون في مناصبهم وحكومتهم‌ [2]. وهكذا كان النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله يتحدّث مع ملوك عصره من موقع القوّة والاقتدار السياسي‌ [3].

ج) إمضاء المعاهدات‌

إنّ إمضاء المعاهدات والمواثيق مع رؤساء القبائل لغرض تحقيق الصلح والحياة المسالمة بين الناس تعدّ إحدى مظاهر السيرة السياسية والاجتماعية لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله‌ [4].

د) تشكيل الجيش وتنظيمه‌

لقد قام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بثمانين غزوة وسرية [5] تقريباً في إطار الخطّة الدفاعية له، حيث كانت هذه الغزوات تشكّل قسماً مهمّاً من تاريخ حياة نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله وهذا الأمر لا يخفى على أحد.

ه) نصب العمّال والامراء

ومن جملة الأمور التي تعدّ من مسلّمات التاريخ الإسلامي والتي وردت في جميع الكتب التاريخية المعتبرة، نصب الامراء والعمّال على المناطق والنواحي من قِبل نبي الإسلام صلى الله عليه و آله. وقد أورد الحافظ العراقي في منظومته‌ «الألفية»، أسماء العمّال والامراء الذين نصبهم النبيّ في منظومته وأشعاره‌ [6]. كما أنّ العلّامة المجلسيّ ذكر في‌ «بحار الأنوار» فهرسة من أسماء العمّال والامراء والولاة الذين كان النبيّ يستعين بهم في إدارة شؤون الحكومة [7]. وذكر ابن ادريس الكتاني‌ في‌ «التراتيب الإداريّة» أسماء أربعة عشر شخصاً بعنوان «وزراء» [8].

واللافت أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله عبّر بهذه الكلمة «وزير» منذ بدايات بعثته (السنة الرابعة من البعثة) في ما يتّصل بالإمام عليّ عليه السلام.

وينقل النسائي في‌ «السنن الكبرى» عن‌


[1]. عبقرية الإسلام في أصول الحكم للدكتور منير العجلاني، ص 90-/ 98؛ مبادئ نظام الحكم في الإسلام للدكتور عبدالحميد المتولي، ص 451 (نقلًا عن الفقه الإسلامي وأدلّته، ج 8، ص 6312).

[2]. تاريخ الطبري، ج 2، ص 291 و 295.

[3]. انظر: مكاتيب الرسول لأحمدي الميانجي، ج 2، ص 285.

[4]. انظر: أضواء على سنة الرسول، ص 189؛ الفقه الإسلامي وأدلّته، ج 8، ص 6312؛ مكاتيب الرسول، ج 1، ص 262.

[5]. مروج الذهب للمسعودي، ج 2، ص 298.

[6]. انظر: اسد الغابة، ج 3، ص 126.

[7]. بحار الأنوار، ج 22، ص 249.

[8]. التراتيب الإدارية، ج 1، ص 17.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 497
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست