responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 495

الفصل الثاني: الأدلّة على ضرورة تشكيل الحكومة الإسلامية

1. الدليل العقلي‌

إنّ ضرورة تشكيل الحكومة للمجتمع البشريّ، كما أشرنا إلى ذلك في مقدّمة هذا الفصل، تعتبر ضرورة عقلية ولا يوجد عاقل يراوده التشكيك في هذا الأمر، لأنّه واضح:

فلو كان المجتمع البشريّ يعيش بدون حكومة فذلك يستلزم ظهور حالات الفوضى والهرج والمرج وبالتالي يتجمّد التكامل العلمي والأخلاقي والصناعي في ذلك المجتمع، لأنّ مثل هذا التكامل لا يمكن إلّافي ظلّ وجود حكومة.

2. شمولية التعاليم الإسلامية

كما تقدّم في فصل «سعة دائرة الفقه»، فما يستفاد من الروايات الإسلامية أنّه لا توجد حاجة من الحاجات البشرية إلّاوقد ذكر لها حكم في الشريعة الإسلامية. ويتبيّن من حديث حجّة الوداع أنّ كلّ ما من شأنه أن يقرّب الإنسان إلى الجنّة ويبعده عن النار فقد أمر به نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله وكلّ ما من شأنه أن يبعد الإنسان عن الجنّة ويقرّبه إلى النار فإنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله قد نهى عنه، ولا شكّ في أنّ مسألة الحكومة وإدارة المجتمع إذا سلّمت بيد حاكم عادل فإنّها ستكون مقرّبة إلى الجنّة وإذا كان زمامها بيد الحاكم الظالم فتكون مقرّبة إلى النار.

«خطب رسول اللَّه في حجّة الوداع فقال: أيُّها النّاسُ، واللَّهِ مَا مِنْ شَي‌ءٍ يُقَرِّبُكُم مِنَ الجَنَّةِ وَيُباعِدُكُم مِنَ النّارِ إلّا وقَد أمَرْتُكُمْ بِه، وَمَا مِنْ شَي‌ءٍ يُقَرِّبُكُم مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إلّاوَقَد نَهَيْتُكُم عَنهُ» [1].

ونقرأ في حديث آخر عن عبداللَّه بن مسعود:

«قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أيُّها النّاسُ إنَّهُ لَيْسَ مِن شَي‌ءٍ يُقَرِّبُكُم مِنَ الجَنَّةِ وَيُبَعِّدُكُم مِنَ النَّارِ إلّاقَد أَمَرْتُكُم بِه وإنّهُ لَيْسَ شَي‌ءٌ يُقَرِّبُكُم مِنَ النَّارِ وَيُبَعِّدُكُم مِنَ الجَنَّةِ إلّاقَد نَهَيْتُكُم عَنْهُ» [2].

كما ورد في حديث آخر أنّ أميرالمؤمنين عليّاً عليه السلام كان طيلة حياته يتحرّك على مستوى بيان حقائق الإسلام وتعاليم الدين لأفراد الامّة، وقد ورد أنّه عليه السلام قال في كلام له:

«الحَمْدُ للَّهِ الّذِي لَمْ يُخْرِجْنِي مِنَ الدُّنْيَا حَتّى بَيّنْتُ للأُمَّةِ جَمِيعَ مَا تَحتاجُ إلَيهِ» [3].

وورد في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام:

«ما مِن شَي‌ءٍ يَحتاجُ إلَيهِ وُلْدُ آدَمَ إلّاوَقَد خَرَجَتْ فِيه السُّنَّةُ مِنَ اللَّهِ ومِن رَسولِه».

ويشير الإمام عليه السلام في كلامه هذا إلى الآية الشريفة:

«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ...» [4] ويقول:

«فَلَوْ لَمْ يُكمِل سُنَّتَه وفَرائِضَه ومَا يُحتَاجُ إلَيهِ النّاسُ، ما احتَجَّ بِه» [5].

وجاء في حديث آخر عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام:

«أتاهُم رَسُولُ اللَّهِ بِمَا اكتَفَوا بِه فِي عَهْدِه واستَغْنَوا بِه مِن بَعْدِه» [6].


[1]. الكافي، ج 2، ص 74، ح 2.

[2]. الدر المنثور، ج 5، ص 94.

[3]. التهذيب، ج 6، ص 319، ح 86.

[4]. سورة المائدة، الآية 3.

[5]. بحار الأنوار، ج 2، ص 169، ح 3.

[6]. المصدر السابق، ح 4.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست