responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 243

7. أدلّة القائلين بالإنفتاح من أهل السنّة

بالرغم من أنّ أغلب أهل السنّة يقولون بانسداد باب الاجتهاد، ولكنّ جماعة من علمائهم المعروفين يعتقدون بانفتاح باب الاجتهاد، ومازال القائلين بالانفتاح منهم يزدادون باستمرار.

أمّا أهم الأدلّة التي استدلّوا بها على هذا القول فهي:

أ) إنّ الاجتهاد يعتبر فريضة دينية

وهكذا ينقل الصنعاني في كتاب‌ «إرشاد النقاد»:

«يقول أبو الحسن عليّ بن محمّد الماوردي‌ [1]: إنّ التقليد يختلف باختلاف أحوال الناس بسبب توفّر عوامل الاجتهاد أو عدمها، لأنّ طلب العلم واجب كفائيّ، فإذا منع جميع الناس من التقليد وكلّفوا بالاجتهاد وكان العلم واجباً على الجميع من طريق الاجتهاد، فهذا يؤدّي إلى اختلال النظام، وإذا كان الجميع مقلّدين فإنّ الاجتهاد سيتعرّض للزوال والاضمحلال ويسقط وجوب تحصيل العلم، وبالتالي يؤدّي إلى تعطيل الشريعة وزوال العلم، وعلى هذا الأساس فالاجتهاد واجب كفائيّ» [2].

ويبدو أنّ مقصود «الماوردي» هو الاجتهاد في المسائل موردالحاجة والابتلاء ممّا لم يرد في فتاوى الأئمّة الأربعة، وأنّ تعطيل الاجتهاد فيها يؤدّي إلى تعطيل الشريعة.

ويقول في مكان آخر من هذا الكتاب:

«إنّ الإجتهاد من الواجبات الدينية والشعائر الإسلامية، الذي يستمرّ إن شاء اللَّه مع استمرار الوقائع والحوادث، ولاينتهي بتغيّرالظروف ولايزول بمرورالزمان، ولا يختصّ بعصر معيّن، بل هو هديّة ربّانية عامّة» [3].

وهذه العبارة تشير إلى أنّ أدلّة جواز الاجتهاد عامّة ولا يمكن تحديدها بزمن خاصّ.

ب) خلود الإسلام والحاجة المستمرّة للأحكام الدينية

يقول أبوإسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي‌ [4]:

«إنّ حوادث الحياة البشرية لا تتّحدد بإطار معيّن، فلا يصحّ إدخالها تحت أدلّة منحصرة ومحدّدة، ولذلك نحتاج إلى فتح باب الاجتهاد عن طريق القياس وغير القياس». [5]

وبالطبع فهذا الكلام يتوافق مع عقيدة القائلين بالقياس وأمثاله، ولكنّنا نعتقد بأنّ عمومات الكتاب والسنّة والقواعد الكلّية فيهما، والتي تتميّز بالسعة والشمولية من كلّ جهة، بإمكانها أن تمنح المجتهد إجابات وافية لجميع المسائل المستحدثة.

ج) صيانة وحفظ الكتاب والسنّة

وجاء في كتاب «إرشاد النقاد»:

«إنّ سدّ باب الاجتهاد على العلماء الجديرين، كان من آثار التقليد السيّئة التي أصابت الامّة، ويقول‌


[1]. علي بن محمّد الماوردي، أقضى القضاء، كان من وجوه الفقهاء الشافعية. وله مصنفات، منها، كتاب أدب الدين والدنيا، الاقناع، والحاوي وتفسير القرآن. توفّى آخر سنة 450 الهجري القمري. (الكنى والالقاب، ج 3، ص 134).

[2]. إرشاد النقاد، ص 25- 29.

[3]. المصدر السابق، ص 45.

[4]. أبوإسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي، الأصوليّ، المفسّر، المحدّث واللغويّ صاحب الاعتصام والموافقات والمجالس. والشاطبى نسبة إلى شاطبة، بلد بالمغرب بشرف الأندلس. (الكنى والألقاب، ج 2، ص 347).

[5]. ارشاد النقاد، ص 35.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست