responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 121

ونظراً إلى أنّ مرجع الاستنباط الوحيد لدى الأخباريين هو الكتاب والسنّة حيث لا اعتبار للعقل والأصول العقلية عندهم، ولذلك لم يكونوا يهتمّون باصول الفقه، ولم يؤلَّف كتاب مستقلّ في هذه الفترة في علم الأصول سوى كتاب‌ «الوافية» للفاضل التوني، وتدور تأليفات العلماء غالباً حول محور «زبدة الاصول» للشيخ البهائي حيث كتبوا عليها شروحاً وتعليقات كثيرة [1].

ب) الآثار الإيجابية للحركة الأخبارية

1. تأليف الجوامع الروائية

بعد تدوين الكتب الأربعة التي تعتبر المرجع الروائي لدى الفقهاء فإنّه لم تدوّن موسوعة روائية بعد ذلك، ولكنّ الأخباريين الذين كانوا يهتمّون كثيراً بالأخبار والأحاديث أقدموا في هذه المرحلة على تدوين جوامع حديثية، ومن جملة تأليفاتهم في هذه الفترة: وسائل الشيعة، الوافي وبحار الأنوار.

2. تدوين التفاسير الروائية

ومن هذا النوع من التفاسير في هذا العصر يمكن الإشارة إلى تفسير «البرهان في تفسير القرآن» تأليف السيّد هاشم البحراني (م 1107) وتفسير «نورالثقلين» تأليف الشيخ عبدعلي العروسيّ الحويزيّ من علماء القرن الحادي عشر.

المرحلة السابعة: عصر تجديد حياة الإجتهاد في ميدان التفقّه‌

وتبدأ هذه المرحلة من أواخر القرن الثاني عشر إلى 1260 ه.

بالرغم من استمرار جماعة من العلماء الأصوليين في حركتهم وسعيهم في عصر شيوع الفكر الأخباريّ ولكنّ الفكر الأخباريّ كان مسيطراً على الثقافة الشيعية بحيث أنّه لم‌يسمح لرشد ونموّ أفكار المجتهدين الأُصوليين.

وقد ظهر في أواخر سلطة الأخباريين، الذين سلك علماؤهم طريق الاعتدال في هذه المدّة، عالم محقّق ومتعمّق هو العلّامة الوحيد البهبهاني (م 1206) وتصدّى للفكر الأخباريّ، وقد قدم من النجف الأشرف إلى كربلاء التي تعدّ مركز الأخباريين الذين يتزعّمهم المرحوم‌ الشيخ يوسف البحراني‌ مؤلف كتاب‌ «الحدائق الناضرة».

وقد تحرّك المحقّق البهبهاني على مستوى نقد مباني الأخباريين وتقوية مباني المجتهدين الأصوليين. وكان العراق، وخاصّة مدينتي كربلاء والنجف، مركز الأخباريين، ومع ظهور النهضة الفكرية والعلمية للمحقّق البهبهاني فرغت الساحة من وجود هؤلاء الأخباريين، وهنا نستعرض أهم الأجوبة الدقيقة والعلمية للعلّامة البهبهاني على مباني الأخباريين:

1. يعتقد الأخباريون أنّ العمل بظواهر القرآن هو من التفسير بالرأي (إلّا ما ورد تفسيره بواسطة المعصومين عليهم السلام) ومن هنا فهو مشمول للروايات الناهية عن التفسير بالرأي.

ويجيب المحقّق البهبهاني أنّ التمسّك بظواهر القرآن بعد الفحص عن المخصّص والمقيّد والناسخ وأمثال ذلك ممّا ورد عن المعصومين عليهم السلام هو في الحقيقة عمل بالقرآن، ويعدّ من جملة التدبر، في القرآن، وهذه المسألة تختلف عن التفسير بالرأي اختلافاً فاحشاً،


[1]. انظر: أعيان الشيعة، ج 3، ص 222-/ 224.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست