responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 120

مباني المدرسة الأخبارية، استطاع أن يوقف هذه الحركة [1].

وفي هذا العصر وهو العصر الأخباريّ الذي رفع رايته أمين الإسترآبادي واستمرّ إلى ما يقارب قرن ونصف قرن، إلى زمان ظهور العلّامة الوحيد البهبهاني الذي عمل على تحطيم أركان هذا المنهج، ظهر علماء ومجتهدون لم يبالوا بالظاهرة الأخبارية ولم يذعنوا لتحدّياتها واستمرّوا على السير في خطّ الاجتهاد بالرغم من قلّة عددهم.

إنّ بعض علماء هذا العصر، هم:

1. سلطان العلماء (م 1064)؛ مؤلّف التعليقة على معالم الأصول وعلى زبدة الشيخ البهائي‌ [2].

2. الفاضل التوني (م 1071)؛ مؤلّف كتاب الوافية في أصول الفقه‌ [3].

3. جمال‌الدين الخوانساري (م 1125)؛ ومن تأليفاته يمكن الإشارة إلى تعليقاته على شرح اللمعة [4].

4. الفاضل الهندي (م 1137).

وكتابه المعروف في الفقه‌ «كشف اللثام» في‌ «شرح القواعد» للعلّامة الحلّي. وكان هذا الكتاب مورد اعتماد صاحب الجواهر كثيراً، حيث قيل إنّه لو لم يكن عند صاحب الجواهر هذا الكتاب فإنه لا يكتب الجواهر [5].

خصائص المرحلة السادسة:

لقد أدّت الحركة الأخبارية إلى جمود النشاط الاجتهادي في الفقه، والتحرك باتجاه الأخبار والأحاديث، وقد خلّفت هذه الحركة آثاراً سلبية وإيجابية أيضاً.

أ) الآثار السلبية للحركة الأخبارية

1. الفرقة والتشتّت بين الفقهاء، إنّ حركة الأخباريين وظهور الظاهرة الأخبارية في فقه الإمامية جعلت العلماء الأخباريين يتحرّكون على مستوى توجيه النقد الشديد للمجتهدين الأصوليين. حيث يعتقد العلماء الأخباريّون أنّ العلماء الأصوليين لا شي‌ء لديهم من أنفسهم بل يقتاتون على مائدة الآخرين، ومن جهة أخرى فإنّ الأصوليين يتّهمون الأخباريين بالجمود والتحجّر. وهذا بنفسه أدّى إلى الفرقة والتشتّت بين فقهاء الإمامية.

2. كثرة المجادلات الفقهية، فالحركة الأخبارية مع ظهور بعض‌المسائل مهدّت الأرضية لنزاعات وسجالات واسعة، مثلًا مسألة التدخين التي تعدّ مسألة مستحدثة ولم‌يكن لها وجود في السابق، فقد صارت مورداً للجدل والنزاع بين الأخباريين والأصوليين، إلى حدّ أنّ مسألة تحريم شرب التبغ «التدخين» صارت شعاراً للأخباريين، كما أنّ جواز التدخين صار شعاراً للأصوليين.

3. الموقف السلبيّ من الأدلّة العقلية في مجال استنباط المسائل الفقهية.

4. عدم الاهتمام بعلم الأصول.


[1]. وللاطلاع أكثر على موقفه الاعتدالي بل عدول الشيخ يوسف البحراني عن كثير من مباني الأخباريين، انظر كتابه: الحدائق الناضرة، وبالأخصّ المقدّمة الثانية عشرة.

[2]. روضات الجنّات، ج 2، ص 326، وكذلك انظر: امل الآمل، ج 2، ص 92؛ أعيان الشيعة، ج 6، ص 164-/ 166.

[3]. امل الآمل، ج 2، ص 163، كذلك انظر: روضات الجنّات، ج 4، ص 244-/ 246؛ أعيان الشيعة، ج 8، ص 70.

[4]. انظر: روضات الجنّات، ج 2، ص 214 و 215؛ أعيان الشيعة، ج 9، ص 231.

[5]. انظر: روضات الجنّات، ج 7، ص 111-/ 118؛ كشف اللثام، ج 1، مقدمة، تحقيق جماعة المدرّسين.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست