الجواب: لابدّ أن نستعد للموت من خلال التوبة وتهذيب
النفس وأداء الديون وحقوق الناس والإتيان بالصالحات ومساعدة الناس وذكر اللَّه على
كل حال وما شابه ذلك من أمور.
السؤال الثالث: مَن خوطب بكلام الإمام عليه
السلام؟
الجواب: مايستفاد من العبارة «فقد أظلكم» أنّ مخاطب
الامام عليه السلام جميع الناس وقد ألقى الموت بظلاله على الجميع.
ولعل موت الفجأة في هذا العصر طبق وجهة نظر، من ألطاف اللَّه! بمعنى حيث
ازدادت أسباب الهوى بالنسبة للماضي وأغفلت الإنسان عن الموت فإن موت الفجأة يفيقهم
من الغفلة. «وكونوا قوماً صيح بهم فانتبهوا» إشارة الى الجماعة والقافلة التينامت
ليلًا ودقّ مرشد القافلة جرس الخطر فجأة وأمر بالرحيل، فنهض أهل القافلة من النعم
ونظروا حولهم ليظفروا هناك بموضع السفرلا البقاء! فالإنسان والدنيا كأهل هذه
القافلة وموضع السفر. من الذي يصرخ بأهل القافلة؟ قال عليه السلام: «كفى بالموت
واعظاً» [1] فما
الذي يقوله الموت بلسان لا لغة فيه؟ الموت إنطفاء، لكنه مليىء بالضجيج. وعليه
فالموت والوفاة والمقابر والأمراض ومختلف الحوادث وكل هذه الأمور ناقوس خطر ويصدح
بالحركة ولكن لا أذن تسمع للأسف. «وعلموا أنّ الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا» فإن
أفقتم من نوم الغفلة وفهمتم أنّ الدنيا كمكان نوم المسافر ولا مجال للبقاء فيه
فاستبدلوا دنياكم بالآخرة ولا تتوقفوا وواصلوا حركتكم مع القافلة بإعداد الزاد
والمتاع. فمّما لا شبهة وشك فيه أننا جميعاً نُحمل مع هذه القافلة وهي سائرة لا
محالة للموت. فما أحرانا أن نفيق من سبات الغفلة ونعدّ الزاد اللازم لهذا السفر.
[1]. بحار الأنوار، ج 6، ص 132. كما
وردت هذه الرواية في بحار الأنوار، ج 64، ص 29 و ج 71، ص 264 و ج 73، ص 322 و ج
77، ص 137 و 388.