قال الإمام علي عليه السلام: «ألا وأنّ الخطايا خيلٌ شُمس، حمل عليها أهلها،
وخُلعت لجمعها، فتقحمت بهم في النار. ألا وأنّ التقوى مطايا ذلك، حُمل عليها
أهلها، وأُعطوا أزمتها، فاوردتهم الجنّة». [1]
الشرح والتفسير
التشبيه المذكور أروع تشبيه يمكن بيانه لعاقبة التقوى وعدمها. حقاً إنّ عدم
التقوى كالحصان الجامح يصعب على فارسه التحكم به؛ لأنّها تفرز أحياناً العديد من
المعاصي ولا تزال به حتى لا يبقى له من موضع سوى جهنم. وأفضل شاهد على ذلك قصة
الشاب الذي رأى الشيطان في المنام فطلب القيام بأحد ثلاثة أعمال: يقتل أباه أو
يضرب أخته أو يشرب الخمر. فاختار الشاب شرب الخمر ليتجنب قتل أبيه وإيذاء أخته،
لكنّه فقد عقله حين الشرب وخرج من طوره فقتل أباه وضرب أخته [2]. حقاً إنّ المعاصي كذلك، فالمعصية كالمستنقع
تبتلع العاصي بالتدريج حتى يرى نفسه غرق فجأة ولا يسعه فعل شيء، إلّاأن يتلطف
عليه اللَّه. فالمعصية لا تخرب آخرة الإنسان فحسب، بل تخرب دنياه. وعليه