responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : طريق الوصول إلى مهمات علم الأصول المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 179

التزامهم به في الكتب الفقهيّة عملًا.

وليت شعري كيف نسوا ما يسلكونه عملًا في الفقه في مقام كشف المعاني الحقيقية للألفاظ المستعملة في الأبواب المختلفة من الفقه؟

أو لسنا هناك فيما إذا أردنا فهم معنى «الغنيمة» مثلًا في قوله تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ء فَأَنَّ للّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ» [1]، وأنّه هل يعمّ كلّ فائدة، ولو كانت في غير الحرب أو تختصّ بما تؤخذ من ساحة الحرب؟ نتمسّك بذيل الاستعمالات المختلفة للفظ الغنيمة في الآيات والروايات وأشعار العرب ونستدلّ بها على الخصم، ونقول إنّ اطّراد استعمالها في الروايات وغيرها في مطلق الفوائد أو في غير غنائم الحرب يدلّنا على كونها موضوعة لمطلق الفائدة؟

وهذا هو المحقّق النحرير الطبرسي؛ وغيره من المفسّرين لا يزالون يتمسّكون لفهم معاني الألفاظ الواردة في القرآن بأشعار العرب وسائر موارد استعمالها كما لا يخفى على من راجع كلماتهم، كما ترى أيضاً رجوع كثير من أرباب اللّغة إلى استعمالات العرب، ولذلك كانوا يستأنسون بأهل البوادي ويعاشرونهم، فإذا رأوا اطّراد استعمال لفظ في معنى في محاوراتهم يحكمون بأنّه وضع لذلك المعنى، كما أنّ هذا أيضاً منهج العلماء في مناظراتهم فهم يقنعون بأبيات من أشعار العرب وغيرها إذا عرض عليهم في موارد مختلفة لإثبات معاني الألفاظ فيما إذا اطّرد استعمال لفظ في معنى.

بقي هنا أمران:

الأوّل: لا يرد الدور المذكور سابقاً هنا أيضاً؛ لأنّ المستعلم هنا يستعلم الوضع من كثرة استعمالات أهل اللسان ويكون جاهلًا بالوضع وليس المستعلم والعالم‌


[1]. سورة الأنفال، الآية 41

اسم الکتاب : طريق الوصول إلى مهمات علم الأصول المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست