يرى الإسلام
أنّ لكل شيء- وكل نعمة دون إستثناء- شكر، وشكر القدرة العفو، فالنصر الظاهري
إنّما يترسخ في حالة إجتثاث الضغينة من صدر العدو وقلع جذور الخصومة، وليس هناك من
سبيل أفضل في هذا الشأن من زكاة القدرة بمعنى العفو، حيث يحصل في هذه الحالة
التغيير من أعماق القلب، ويصبح عدو الأمس صديق اليوم فيكتمل النصر ظاهراً وباطناً،
وبالعكس فإنّ روح الثأر حين المقدرة تقضي على الفضيلة وتهدد بالخطر حالة النصر.
وقد كان نبي
الإسلام صلى الله عليه و آله المثال الكامل على هذه الحقيقة حيث جسّدها بأفعاله
وسلوكياته، فعندما انتصر على المشركين في فتح مكّة سلك مع الأعداء مسلك العفو
والصفح بحيث حيّر الجميع.
***
[1]. نهج البلاغة، الكلمات القصار، الكلمة 11؛
بحار الانوار، ج 68، ص 427.