نعلم أنّ مقاومة الأهواء التي تعدّ مصدر الذنوب، يصطلح عليها في الشرع بالجهاد
الأكبر والذي يفوق جهاد العدو قيمة وأهمية.
وذلك لأنّ هذا الجهاد وسيلة لتهذيب النفس، وما لم تهذب النفس فليس هنالك من
نصر وغلبة، فالفشل غالبا ما يفرزه الضعف.
وتتبيّن قيمة هذا الجهاد في الأوساط المشوبة بالمعاصي، كما تتضح أهميّته في
النهوض بالأهداف الإجتماعية.
وما الانتصارات التي حققها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في المدينة
إلّانتيجة مباشرة لتهذيب النفس وجهاد الأصحاب في مكة.
هناك 90 سورة من السور القرآنية نزلت في مكّة المكرمة حيث استطاع النبي الأكرم
صلى الله عليه و آله طيلة 13 سنة من دعوته في مكّة أن يهدي الكثير من الناس ببركة
القرآن، ثم يهاجر إلى المدينة ويبني المجتمع الإسلامي الجديد.