responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المفاتيح الجديدة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 195

عَنِ الْجِهادِ مَعَكَ، اوْ غَمَطَ فَضْلَكَ، وَجَحَدَ حَقَّكَ، اوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ اوْلى‌ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُاللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَ سَلامُهُ وَ تَحِيّاتُهُ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاهِرينَ، انَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ، وَ الْأَمْرُ الْأَعْجَبُ وَالْخَطْبُ الْأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ، غَصْبُ الصِّديقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْرآءِ سَيِّدَةِ النِّسآءِ فَدَكاً، وَرَدُّ شَهادَتِكَ وَ شَهادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلالَتِكَ، وَعِتْرَةِ الْمُصْطَفى‌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَقَدْ اعْلَى اللَّهُ تَعالى‌ عَلَى الْأُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، وَرَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ، وَابانَ فَضْلَكُمْ، وَشَرَّفَكُمْ عَلَى الْعالَمينَ، فَاذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهيراً، قالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ: انَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً، اذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَاذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً، الَّا الْمُصَلّينَ. فَاسْتَثْنَى اللَّهُ تَعالى‌ نَبِيَّهُ الْمُصْطَفى‌، وَانْتَ يا سَيِّدَ الْأَوْصِيآءِ مِنْ جَميعِ الْخَلْقِ، فَما اعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ، ثُمَّ اقْرَضُوكَ سَهْمَ ذَوِى الْقُرْبى‌ مَكْراً، وَاحادُوهُ عَنْ اهْلِهِ جَوْراً، فَلَمَّا الَ الْأَمْرُ الَيْكَ اجْرَيْتَهُمْ عَلى‌ ما اجْرَيا، رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَاللَّهِ لَكَ، فَاشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِما مِحَنَ الْأَنْبِيآءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَعَدَمِ الْأَنْصارِ، وَاشْبَهْتَ فِى الْبَياتِ عَلَى الْفِراشِ الذَّبيحَ عَلَيْهِ السَّلامُ، اذْ اجَبْتَ كَما اجابَ، وَاطَعْتَ كَما اطاعَ اسْمعيلُ صابِراً مُحْتَسِباً، اذْ قالَ لَهُ: يا بُنَىَّ انّى‌ ارى‌ فِى الْمَنامِ انّى‌ اذْبَحُكَ، فَانْظُرْ ماذا تَرى‌، قالَ يا ابَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنى‌ انْشآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرينَ. وَكَذلِكَ انْتَ لَمَّا اباتَكَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَامَرَكَ انْ تَضْجَعَ فى‌ مَرْقَدِهِ واقياً لَهُ بِنَفْسِكَ، اسْرَعْتَ الى‌ اجابَتِهِ مُطيعاً، وَلِنَفْسِكَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَكَرَ اللَّهُ تَعالى‌ طاعَتَكَ، وَابانَ عَنْ جَميلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرى‌ نَفْسَهُ ابْتِغآءَ مَرْضاتِ اللَّهِ. ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفّينَ، وَقَدْ رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ حيلَةً وَمَكْراً، فَاعْرَضَ الشَّكُّ وَ عُزِفَ الْحَقُّ، وَاتُّبِعَ الظَّنُّ، اشْبَهَتْ مِحْنَةَ هرُونَ اذْ امَّرَهُ مُوسى‌ عَلى‌ قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ،

اسم الکتاب : المفاتيح الجديدة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست