وَانْتَ وَلِىُّ اللَّهِ وَاخُو رَسُولِهِ، وَالذَّآبُّ عَنْ دينِهِ، وَالَّذى نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضيلِهِ، قالَ اللَّهُ تَعالى: وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدينَ عَلَى الْقاعِدينَ اجْراً عَظيماً، دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً، وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً. وَقالَ اللَّهُ تَعالى: اجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحآجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوِم الْأخِرِ وَجاهَدَفى سَبيلِ اللَّهِ، لا يَسْتَوُونَ عِنْدَاللَّهِ، وَاللَّهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمينَ، الَّذينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فى سَبيلِ اللَّهِ بِامْوالِهِمْ وَانْفُسِهِمْ اعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَاللَّهِ، وَاولئِكَ هُمُ الْفآئِزُونَ، يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ، وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ، خالِدينَ فيها ابَداً، انَّ اللَّهَ عِنْدَهُ اجْرٌ عَظيمٌ. اشْهَدُ انَّكَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللَّهِ، الْمُخْلِصُ لِطاعَةِ اللَّهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدى بَدَلًا، وَلَمْ تُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّكَ احَداً، وَانَّ اللَّهَ تَعالَى اسْتَجابَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فيكَ دَعْوَتَهُ، ثُمَّ امَرَهُ بِاظْهارِ ما اوْلاكَ لِأُمَّتِهِ اعْلاءً لِشَاْنِكَ، وَ اعْلاناً لِبُرْهانِكَ، وَدَحْضاً لِلْأَباطيلِ، وَقَطْعاً لِلْمَعاذيرِ، فَلَمَّا اشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفاسِقينَ، وَاتَّقى فيكَ الْمُنافِقينَ، اوْحى الَيْهِ رَبُّ الْعالَمينَ: يا ايُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما انْزِلَ الَيْكَ مِنْ رَبِّكَ، وَانْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. فَوَضَعَ عَلى نَفْسِهِ اوْزارَ الْمَسيرِ، وَنَهَضَ فى رَمْضاءِ الْهَجيرِ، فَخَطَبَ وَاسْمَعَ وَنادى فَابْلَغَ، ثُمَّ سَئَلَهُمْ اجْمَعَ فَقالَ هَلْ بَلَّغْتُ، فَقالُوا اللَّهُمَّ بَلى، فَقالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ قالَ الَسْتُ اوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ انْفُسِهِمْ، فَقالُوا بَلى، فَاخَذَ بِيَدِكَ وَقالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِىٌّ مَوْلاهُ، اللهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، فَما آمَنَ بِما انْزَلَ اللَّهُ فيكَ عَلى نَبِيِّهِ الَّا قَليلٌ، وَلا زادَ اكْثَرَهُمْ غَيْرَ تَخْسيرٍ، وَلَقَدْ انْزَلَ اللَّهُ تَعالى فيكَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ كارِهُونَ: يا ايُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ، فَسَوْفَ يَاْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، اذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنينَ اعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرينَ، يُجاهِدُونَ فى سَبيلِ اللَّهِ وَلَا