responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 464

تسويلات شيطانية:

وقد تحدّثت الآية مورد البحث، وهي الآية الثانية التي ورد فيها قسم منفرد، عن تسويلات الشيطان وطريقة تزيينه للمعاصي، أي أنّ الشيطان ومن أجل إغواء الناس يقوم بتزيين القبائح وإظهارها بشكل محاسن، والمحاسن يظهرها بشكل قبائح، كيما يرتكب الناس المحرمات على أساس ظاهرها الخداع والجميل ويتركون الواجبات التي ارتدت لباس القبيح.

وينطلق القرآن الكريم في ست من آياته للحديث عن تزيين الشيطان لأعمال البشر، وفي بعض الآيات وردت كلمة «سوّل» وهي من مادة «تسويل» ولها معنيان:

1. التشويق.

2. التزيين، وإلباس الفعل ثياب جميلة وبرّاقة. ونقرأ في قصّة النبي يوسف عليه السلام عندما اجتمع إخوته وألقوه في غيابة الجب وذهبوا بقميصه الملطخ بدم الشاة إلى والدهم ليلًا وهم يذرفون الدموع كذباً وقصّوا عليه قصّة أكل الذئب ليوسف، فقال لهم يعقوب عليه السلام:

«بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى‌ مَا تَصِفُونَ».

وقد نستوحي من هذه الآية الشريفة أنّه ليس فقط الشيطان يسول للإنسان بل إنّ النفس تسول للإنسان وتزين له القبائح والرذائل، وبما أنّ الإنسان يعيش الميل والانجذاب بطبعه وفطرته إلى الجمال وإلى الفضائل والمحاسن، ويكره القبائح والرذائل، فإنّ الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء يزيّنان لهذا الإنسان الذنوب لإغرائه بارتكابها والتلوث بها، ويعملان على اظهار الواجبات والفضائل بمظهر قبيح حتى يبتعد عنها الإنسان ويتركها.

تسويلات شياطين العصر:

وأحد الكلمات الجذابة والجميلة كلمة «الحرية» فلا أحد من البشر يؤيد الأسر

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست