responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 465

والسجن وتقييد الحريات، ولذلك تقوم الشياطين بتزيين الكثير من الأعمال القبيحة بذريعة الحرية وسوق الناس إلى مستنقع المحرمات بهذه الحجّة.

وربّما يصدر هذا العمل من التزيين بواسطة الشيطان أو هوى النفس أو بالتعاون فيما بينهما، فأتباع الهوى قرروا إمضاء معاهدة (إزالة اشكال التمييز بين الرجال والنساء) والتي تتضمن قوانين وأحكاماً خاصّة، وهذا الاسم أو هذه العبارة لفتت أنظار الجميع إليها، ولكن عندما تقرؤون فحوى هذه اللائحة سترون أنّ النساء وفي إطار مفهوم الحرية يذهبنَ إلى الفحشاء والفساد، وللأسف فإنّ بعض بلدان الجوار، ومن أجل أن ينضموا إلى بعض التشكيلات الغربية والمنظمات الاوربية اضطروا لإمضاء هذه اللائحة وعملوا على إشاعة الفحشاء والفساد في بلداهم وبأيديهم.

أجل فإنّ الشيطان وهوى النفس يزينان للإنسان الفحشاء والتحلل الأخلاقي بلباس الحرية، ويدعوان الناس إلى سلوك خط الانحراف والباطل باسم الحرية، ولكن هذه ليست حرية بل هي عين الوقوع في أسر الأهواء وسجن الشهوات وإن كانت باسم جميل جذّاب.

إنّ تسويلات الشيطان أحياناً تكون من الشدّة بدرجة أنّ نواب المجالس التشريعية لبعض الدول يقرّرون قانون المثلية ويبيحونها للناس، حتى إذا واجه هؤلاء المثليون بعض المعترضين عليهم فإنّ القانون سيحاكم ويعاقب هؤلاء المعترضين.

إنّ الحرية إنّما تكون مطلوبة ومحبّذة فيما إذا قادت الإنسان في خط السعادة والفلاح، وإلّا فإن الحرية المنفلتة والتي لا تتضمن سعادة الناس ولا تنفعهم في سلوك طريق الفضيلة بل تؤدي بهم للسقوط في فخ الرذيلة ومستنقع الخطيئة، فلا ينبغي التمسك بها، ولا ينبغي ترك الناس يسقطون في هوة الذنوب والخطايا بذريعة الحرية، إنّ الحرية لابدّ لها من إطار وحدود، لأنّ حرية الإنسان تختلف عن حرية الحيوانات في الغابة.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست