responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 369

الواقع وغير المتوقع، فقال: افتحي له الباب ليدخل. فدخل النبي وجلس إلى جانب المريض وسأله عن حاله وأخذ يلاطفه ويتحدّث معه وكأنّه لم يواجه أي أذىً من هذا الرجل اليهودي، فما كان من اليهودي إلّاأن غطى وجهه بيده خجلًا وبقي منبهراً من هذه الأخلاق الكريمة لنبي الإسلام صلى الله عليه و آله، ثم سأله: هل هذه الأخلاق الحسنة من ذاتياتك وشخصيتك، أم أنّها من تعاليم دينك؟

فقال النبي الأكرم صلى الله عليه و آله: إنّها من تعاليم ديني وأنا أوصي جميع المسلمين بهذه الأخلاق، فماكان من اليهودي بعد أن رأى هذا التعامل الكريم والأخلاق الحسنة من النبي إلّاأن اعتنق الإسلام، وفي الحقيقة أنّ أبلغ وصف لمثل هذه الأخلاق العظيمة أن يقال: «وَإِنَّكَ لَعَلَى‌ خُلُقٍ عَظِيمٍ».

ب) صفحه صلى الله عليه و آله عن أهالي مكّة

إنّ مكّة كانت بمثابة مركز التآمر على الإسلام ومجمع أعداء الإسلام، وكل مؤامرة وحرب تشن على الإسلام تنطلق من مكّة، وكان للمشركين في مكّة الدور الأكبر في إثارة الحروب والمؤامرات ضد الإسلام والنبي الأكرم صلى الله عليه و آله، وكانت السنوات العشر التي قضاها النبي في مكّة لتبليغ الدعوة الإلهيّة من أصعب سنوات البعثة وأشدّها. وأضِف إلى ذلك فإنّ المشركين في مكّة قاموا بقتل سبعين نفراً من المسلمين وقتلوا حمزة سيد الشهداء عليه السلام وكسروا ثنايا النبي صلى الله عليه و آله وغير ذلك من أشكال الضرر والجريمة في حق النبي الأكرم صلى الله عليه و آله والمسلمين، ومع ذلك فإنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله وضع خطة لفتح مكّة بدون أي سفك للدماء وبدون إضرار بأي شخص من أهالي مكّة، فقد جهّز النبي جيشاً عظيماً من المسلمين وأغلق الطرق التي تنتهي إلى‌ مكّة للحيلولة دون وصول أخبار الجيش الإسلامي إلى مكّة لئلا يتهيأوا لمواجهة الجيش الإسلامي، ثم إنّ النبي توجه مع المسلمين إلى مكّة، وعندما أدرك‌

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست