responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 368

الأكرم صلى الله عليه و آله وكلما بحثنا في هذا الموضوع لم نصل إلى نهايته، ويمكن تأليف كتب كثيرة في هذا الموضوع، إنّ الخلق الحسن الذي يمتاز به النبي الأكرم صلى الله عليه و آله يدلّ على أهميّة الأخلاق في الإسلام، فقد كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله متواضعاً في غاية التواضع وكان يسلّم على الجميع، ويجلس في المجلس بشكل لا يتميز عن الآخرين، وعندما كان يسافر مع أصحابه وأتباعه فإنّه يتولى بعض شوؤن السفر وأعماله ولا يجعل أعماله الخاصّة بعهدة الآخرين.

عفو النبي الأكرم صلى الله عليه و آله:

لقد كان من خلق النبي الأكرم صلى الله عليه و آله العفو والصفح عن المخالفين، ونكتفي هنا بالإشارة إلى نموذجين من ذلك:

أ) العفو عن الجار اليهودي‌

كان للنبي الأكرم صلى الله عليه و آله جار يهودي وكان يؤذيه كثيراً، ففي كل يوم يصعد هذا اليهودي إلى السطح ويلقي بالرماد والنار على النبي وهو في طريقه‌ [1]، على أساس أنّه يلقي بالرماد والأوساخ في الزقاق، ولكنّه في الحقيقة يمتلئ قلبه بالحقد والضغينة للإسلام وللنبي، ولكن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله كان يمرّ عليه مرور الكرام ولا يهتز أو ينفعل لذلك. وبعد مدّة لم يجد النبي أي خبر عن جاره اليهودي، فسأل النبي عن حاله فقالوا: إنّه مريض لحسن الحظ وبسبب مرضه امتنع عن إلحاق الأذى بك.

فقال النبي صلى الله عليه و آله: لنذهب لعيادته! فتوجه إلى بيت اليهودي وطرق الباب، فسألت زوجته: من الطارق؟ قال النبي: أنا النبي محمّد جئت لعيادة زوجكِ المريض.

فأخبرت المرأة زوجها بذلك، فتعجب هذا اليهودي كثيراً وأصبح في مقابل الأمر


[1]. وردت الإشارة إلى هذا القصّة بصورة مختصر، في التفسير الأمثل، ذيل الآية المذكورة.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست