responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 370

المشركون أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قد جاء إليهم بجيشه لفتح مكّة، كان ذلك بعد فوات الأوان، وقد استطاع النبي محاصرة مكّة بشكل كامل، فقال أبو سفيان: إذا جرّدنا سيوفنا وحاربنا المسلمين فسوف لا تبقى لقريش باقية وسوف نُقتل بأجمعنا، ولذلك لم يجدوا بدّاً من الاستسلام، وهكذا فتح الجيش الإسلامي مكّة بدون سفك قطرة دم واحدة، وأمّا النبي الإكرم صلى الله عليه و آله وبعد ما تحمل منهم ما تحمل من الأذى والتآمر والمصاعب، فإنّه الآن بيده كل شي‌ء وبإمكانه الانتقام من هؤلاء القوم، فلو كان النبي إنساناً عادياً لأصدر أمراً بقتل جميع مشركي مكّة، كما فعل ذلك جيوش الحلفاء عند فتح برلين عاصمة ألمانيا، ولم يرحموا رجلًا أو مرأة، صغيراً أو كبيراً، سالماً أو مريضاً، ولكنّ هذا النبي نبي الرحمة، ولذلك فقد جاء إلى جوار الكعبة وقبض على مقبض الباب، ونظر إلى أطرافه وكان جميع مشركي مكّة وزعماء الكفر والضلالة مجتمعين في ذلك المكان، فنظر إليهم وخاطبهم:

«ماذا تَظُنُّونَ أنّي فاعلٌ بِكُم؟».

فقالوا:

«أَنْتَ أَخٌ كَريم وَابْنُ أَخٍ كَريم»!

فقال النبي صلى الله عليه و آله:

«إذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقاءُ» [1]

، فأنا قد عفوت عنكم ولا آخذكم أسرى ولا أطلب منكم فدية، بل أنتم أحرار في سبيل اللَّه، وقد صفحت عمّا صدر منكم بحقي من الأذى.

والإنصاف، أنّ مثل هذا الصفح الكريم ينبغي أن يقال عنه: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ».

سؤال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عندما فتح مكّة، أعطى أمان لثلاث طوائف،

أ) الأشخاص الذين اجتمعوا في المسجد الحرام.

ب) الأشخاص الذين بقوا في بيوتهم، وأقفلوا الأبواب عليهم.


[1]. بحار الأنوار، ج 21، ص 106.

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست