responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 339

الثروة؟ إنّ المال يحتاج إليه الإنسان بمقدار معقول لرفع حاجاته وحاجات الآخرين وبذلها في مشاريع الخير، ولكن إذا كان أكثر من هذا المقدار فإنّه يتسبّب في زيادة مشاكل الإنسان وإثارة عناصر القلق النفسي والتشويش الذهني في حركة الحياة.

وخلاصة الكلام، إنّ اللَّه تعالى أقسم بهذه الأقسام الثلاثة في سورة العاديات لغرض إلفات نظر الإنسان إلى النعم الإلهيّة، واجتناب الوقوع في منزلقات البخل وكفران النعمة وحب المال وما يترتب على هذه الرذائل من تبعات وخيمة في الدنياوالآخرة.

الإنسان مذموم أم ممدوح؟

سؤال: إنّ القرآن الكريم قد ذم الإنسان في بعض آياته، ومنها الآيات مورد البحث، حيث إنّ هذه الآيات توبخ الإنسان على بعض الصفات السلبية والرذائل الأخلاقية كالبخل وكفران النعمة والعشق للمال وأمثال ذلك، ومن جهة أخرى نرى أنّ بعض الآيات الشريفة تمجد بالإنسان وتمدحه كثيراً، بحيث إنّها تصفه بأنّه الخليفة الإلهي وهو الهدف من خلق جميع الموجودات في العالم، وأنّ الكائنات بأجمعها مسخرة لخدمته ولإيصاله إلى مرتبة السعادة والكمال، ومن جملة هذه الآيات ما ورد في الآية 70 من سورة الإسراء:

«وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا».

فكيف يمكن الجمع والتوفيق بين هاتين الطائفتين من الآيات القرآنية؟

الجواب: إذا تحرك الإنسان في حياته في خط الإنسانية والأخلاق والرسالة واهتمّ الوالدان بتربيته تربية حسنة، فإنّه سيغدو ثمرة عالم الوجود ودرة تاج المخلوقات، والآيات الشريفة التي تمجد الإنسان وتمدحه ناظرة إلى هكذا إنسان،

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست