responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 338

أقسام، حالة عبادة الثروة عند الإنسان، تقول الآية:

«وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ».

كلمة «خير» في هذه الآية الشريفة جاءت بمعنى المال، فالمال إذا أنفقه الإنسان في محله المناسب فإنّه يكون خيراً واقعاً، وإذا أنفقه في غير محلّه فسوف يكون شراً ووبالًا.

أجل! إنّ بعض الناس يعيش العلاقة الشديدة والحب المفرط للأموال والثروات، ولهذا لا يفكر في سلامة الطريق للحصول على مال، بل يفكر فقط في جمعه وادخاره ومن أي مكان وبأية وسيلة، في حين أنّ أحد موارد السؤال يوم القيامه هو السؤال عن مصدر الأموال التي جمعها الإنسان في حياته، وما لم يقدم الإنسان جواباً عن هذا السؤال فإنّه لا يسمح له بعبور تلك العقبة، وهذا السؤال هو: «من أين حصلت على هذا المال، وأين أنفقته؟».

إذا اعتقد الإنسان باليوم الآخر والحساب في ذلك اليوم فإنّه لا يمد يده أبداً للمال الحرام، ولا يفكر اطلاقاً بزيادة ثرواته وتراكم أمواله، وبغض النظر عن التبعات والتداعيات الأخروية على المال الكثير، فإنّه يتسبب في خلق جو من القلق وإثارة حالة الاضطراب وإثارة المشاكل في حياة الإنسان، فعندما كنّا مبعدين في مدينة «انارك» (وهي مدينة صغيرة تقع في قلب الصحراء وكان بعض الشبّان الشجعان يأتوننا بماء شرب من اصفهان على الدراجة البخارية) وقد رأى أحد المؤمنين حالتنا الصعبة في ذلك المكان، وتألم كثيراً لحالنا وبعد أن عاد إلى مدينته أرسل إلينا سيارة محملة بالبطيخ الأحمر، ولكننا وجدنا صعوبة كبيرة في تناول كل هذا المقدار من البطيخ، وكان أحد الأشخاص يحمل في كل ليلة مقداراً من البطيخ ويوزعه على الفقراء والمستحقين في تلك المدينة النائية، والحقيقة أنّ الشخص الذي يجمع المليارات من طريق الحلال والحرام، ماذا يفكر أن يصنع بكل هذه‌

اسم الکتاب : الأقسام القرآنية المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست