ولقي ابن سهلان عند واسط ، فانهزم ابن سهلان وتحصّن بواسط ، وحاصره مشرف الدولة وضيّق عليه ، فغلت الأسعار ، وأكل الناس الدواب ، حتى الكلاب ، وكانت هذه الواقعة في سنة ( 411 )، وفي سنة ( 412 )سيطر مشرف الدولة على اُمور العراق ، ثمّ أغدر في العساكر ، فلما وصل إلى الأهواز نادى الديلم بشعار سلطان الدولة ، وهجموا على [ وزيره ] أبي غالب فقتلوه ، وأخيرا اصطلح سلطان الدولة وأخوه مشرف الدولة (63).
وعليه ، فإنّ موت أبي غالب يمكن أن يكون بيانا للحادثة الرابعة ، وكذا يمكن أن يكون بيانا للحادثة الخامسة .
ولكي يتضح هذا الموضوع لابدّ من معرفة عدد السنوات التي لم يذهب فيها أحد من العراق إلى الحج بسبب الفتن في هذه البلاد . ففي السنة ( 412) وإثر طلب من جماعة من العلماء والمسلمين تقدم محمود الغزنوي إلى قاضي القضاة أبي محمّد الناصحي أن يكون أمير الحج في هذه السنة . . . فسار الناس بصحبته ، فلما كانوا بـ « فيد » اعترضهم الأعراب فصالحهم القاضي . . . فامتنعوا ، وصمم كبيرهم ـ وهو جماز بن عدي ـ على أخذ الحجيج ، وركب فرسه وجال جولة واستنهض شياطين العرب ، فتقدم إليه غلام من سمرقند فرماه بسهم فوصل إلى قلبه فسقط ميتا . . . وسلك الناس الطريق فحجوا ورجعوا سالمين (64).
وأمّا الحادثة السادسة حول جريمة الحرم المعظم فيمكن أن نذكر الحادثة التالية : إنّه عمد أحد الباطنية من الحجاج المصريين [ سنة 413هـ ] إلى الحجر الأسود فضربه بدبوس كان في يده حتى شعثه وكسر قطعا منه وأهان النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) ونوى تخريب بيت اللّه ، وعاجله الناس فقتلوه (65).
نعم ثمّة مناقشة أو إبهام يمكن تسجيله حول هذه التوقيعات ، وهو عدم وجود أي تصريح أو إشارة في كلام تلامذة الشيخ المفيد ـ أمثال السيد
(63)الكامل ( لابن الأثير ) 9 : 318 ـ 327. (64)البداية والنهاية 12: 5 ـ 11. (65)المنتظم 8 : 48. البداية والنهاية 12: 31. العبر 2 : 223.